42

История Трои

قصة طروادة

Жанры

إنها تأخذ على الهواء مسلكه؛ فالهواء نفسه ذبيح هذه الضربات القاسيات.

وانقشع الشك عن نفس أوليسيز وأيقن أنه أمام البطل المنشود، فصاح بصوته الجهوري وكأن الرعد ينبري من بين شدقيه: «أخيل! ...»

وكأن كل ما في الأرض والسماء راح يردد صيحة أوليسيز: «أخيل ... أخيل ... أخيل ...»

ووقف أخيل لحظة جامدا، شارد اللب، زائغ العينين، كأنه مستيقظ من حلم كريه مفزع؛ ثم ما هو إلا أن نثر لثامه ومزق الغلالة الحريرية التي كانت تحبس جسمه العظيم في سجن امرأة، وصاح بأوليسيز، وقد بدا في برد الأسد. - «أنا هو، أنا أخيل، فمرحى يا رجل!» - «أنت هو؟!» - «أجل، أخيل بن بليوز، أبي إله عظيم وأمي بنت إله عظيم، فلبيك وسعديك!» - «وأنت مختبئ هنا في خدور النساء خشية الحرب التي احتشد لها قومك دفاعا عن الوطن؟!» - «أية حرب يا رجل؟!» - «بين هيلاس وبين طروادة.» - «ومن أثارها؟» - «لقد سرق باريس بن بريام، هيلين ملكة أسبرطة.» - «سرقها؟ ولم لم تقتله الفاجرة؟» - «فرت معه، ولم تبال بأن تلقي شرف هيلاس في الوحل!» - «ولم لم تذهب أنت إلى الحومة ويبدو لي أنك محارب كبير؟» - «بل أقبلت من الصفوف لأبحث عنك!» - «ومن أنت حتى ينتدبك الجيش للبحث عن أخيل؟» - «ومن أنا؟! وماذا يسرك أن أكون؟» - «من أنت يا رجل؟» - «أيسرك أن ملكا هو الذي يبحث عنك يا أخيل بن بليوز؟» - «ماذا تعني؟ أأنت ملك إذن؟ ملك ماذا؟» - «ملك إيثاكا يا أخيل.» - «أنت ملك إيثاكا؟ أنت أوليسيز؟ ها ها، وما تلك الحقيبة إذن؟» - «هي وسيلتي إليك، لقد مزقت بها خمارك وهتكت بما فيها أستارك.» - «أنت تهينني!» - «لا عليك؛ ما دام محدثك أوليسيز.» - «أفي الحق أنك هو ؟» - «أقسم لك بالكناس

5

الذي آواك ...» - «وفيم كنت تحرث شاطئ البحر إذن؟ لقد ذكر أنك زرعته ملحا فهل حصدت سمكا يا أوليسيز؟» - «أخيل، الأسطول ينتظرنا، ألف ألف يتحرقون شوقا لرؤياك، وأنت أكرم من أن تفر من حرب، فهلم!» - «هلم إلى أين؟» - «إلى أوليس أيها العزيز، إلى حياة البطولة والمجد والشرف!» - «البطولة والمجد والشرف! ماذا تقول؟» - «لم يخلق تلاميذ شيرون للتقلب في قصور الراحة، والتلذذ بما في العيش من طراوة ونعومة، هلم يا أخيل نخض المعمعة ونلق طروادة العاتية، ونلقنها درسا داميا في الذود عن كرامة الوطن! لا تقتل وقتنا فقد حرصنا جميعا على أن تكون معنا، وتحدثت إلينا آلهتنا أن طروادة لا تفتح إلا عليك، ولا تعنو إلا لك، وقد اتفقت المقادير أن ترميها بك، لا تترك لخصومك فرصة أن يقولوا فر أخيل وتقاعس، فأين أبطال هيلاس؟! هلم هلم، فقومك بنو الكريهة وقروم الحرب وحتوف الأعادي، لو رأيت إليهم مستلئمين في سلاحهم مقنعين في حديدهم ململمين في سفينهم، لزهاك عسكرهم الجرار، وبهرك خميسهم العرمرم! وتمنيت أن تكون أحدهم بالدنيا وما فيها.

دع الغيد يفاخرن بالقلائد والعقود، وتعال نحن نعد ما في أجسامنا من ضربات السيوف ووخزات الرماح ومواقع السهام، فهذه أعز مفاخر الرجال يا أخيل.

أخيل، رد علي! قل سأحضر معك. كلنا ننتظرك يا أخيل؛ لن تفتح طروادة إلا عليك، فأي فخر ينتظرك تحت أسوارها، وأي مجد يكلل هامتك يا أعز أبطالها!

تكلم ولا تصمت هكذا، إن ملك إيثاكا يتوسل إليك، أنا أوليسيز كله! سأكون خدنك في الحومة، وصديقك في المعمعة. وأجاممنون! إنه قائدنا إلى الفخار، وصاحبنا في مصارع الشرف. وديوميدز! بطل الأبطال وفارس كل كريهة وقتال، سينسى شجاعته حين ينظر إليك تلاعب الأسنة وتقبل مراشف الرقاق البيض. وأجاكس

6

Неизвестная страница