واللانهاية جمالا وسحرا!
فالأرواح ظامئة، والقلوب متعبة، والإنسانية واجفة، والآذان مكدودة من دوي العصر، فهي أبدا تحن إلى سكون الماضي. •••
لن تصمت يا هوميروس،
فالقيثارة الخالدة لا تزال بيديك،
والقلوب هي القلوب!
فدع أوتارها تملأ الدنيا رنينا؛ فلقد أوسعتنا هذه الدنيا أنينا، ورنينك العذب أذهب لأنين الشاكين ولوعة الباكين!
1
رآها تخطر فوق الثبج، وتميس على رءوس الموج، فهام بها، وشغلته زمانا عن أزواجه في قصور الأولمب، فكان يقضي عند شاطئ البحر أياما يترقب الفرصة السانحة، ويفتش في كل موجة عن حبيبته «ذيتيس»، عروس الماء الفاتنة، «ذات القدمين الفضيتين»، ابنة نريوس - رب الأعماق - الثاوي مع زوجته الصالحة دوريس في قصور المرجان، هناك، هناك تحت العباب.
ورقت له الفتاة حين علمت أنه رب الأرباب وسيد آلهة الأولمب، زيوس العظيم، فوصلت بحبالها حباله تطمع الخبيثة أن تصبح زوجة أولمبية عظيمة، تصاول حيرا أم مارس وفلكان، وتفاخر لاتونا أم ديانا وأبوللو، وتدل على ديون أم فينوس، وعلى سائر ربات الأولمب!
وابتسم لهما الزمان، وتساقيا كئوس الغرام؛ وأوشك الإله الأكبر أن يبني بها لولا وسواس خامر قلبه فآثر أن يستشير ربات الأقدار
Неизвестная страница