فلما سمعت امرأة أخيها ذلك تبسمت في وجهها وقالت: أبشري بالخير والكرامة. ثم أمرت جارتها بإحضار درع داودي وبيضة عادية ململمة مجلية وسيف هندي، ورمح خطي، ودرقة، وجواد عال قد ورثته من أبيها، فلما توفي أبوها جدعت أذنيه وهلبت ذنبه وقصت معارفه، وكان مشهورا بالسباق فلم يكن عندها مثله، ودفعت الجميع إلى تميمة وقالت: هذا هبة مني إلى المقداد. فأتت تميمة إلى ولدها مستبشرة في أشد الفرح والسرور، وسلمت الجميع إلى المقداد.
فلما نظر المقداد إلى الجواد، ورآه مجدوع الآذان مهلوب الذنب مقصوص المعارف، أنشد يقول:
لجمعا كنت أرضى أن يكون مطيتي
مجموعة الآذان مهلوبة الذنب
ولا كنت أرضاها لمثلي مطية
ولكن من يمشي سيرضى بما ركب
وإن كان هذا اليوم هذي مطيتي
فإن غدا أعلو على أحسن النجب
عسى الدهر أن يأتي بمهر مذهب
يكون جمالا فيه عز لمن ركب
Неизвестная страница