История создания: истоки книги Бытия
قصة الخلق: منابع سفر التكوين
Жанры
ومع حفظنا لثقل «كريمر» وتقديرنا له كمصدر غزير للسومريات، فنحن ننحو منحى آخر في تصورنا لما حدث، فإذا افترضنا أنه قد حدث خلط فعلا، فقد كان في الكلمة السامية «حواء» من الفعل السامي «أحيا» وهو فعل له اشتقاقات عدة، منها «حوا» أي استدار حول الشيء واحتواه، كحمل الأم لطفلها في استدارة بطنها، و«حيا» وهو الفرج، ومن هنا يصبح الفعل «أحيا»، هو إخراج الحياة المحوية في البطن من الحيا، وبعد أن تعاملنا مع الاسم «آن تي» كمؤنث ل «آنسي» وانتهينا إلى وجوب تصحيحه إلى «نن تي»، فإن قمنا بالاشتقاق منها على الطريقة السامية في «حواء» من «حيا»، فستصبح «ننتي» هي «ننتو»، وهو الاسم الذي عرفناه لإلهة الولادة السومرية وترجمته الحرفية «السيدة التي تلد».
أما لو افترضنا أنه لم يحدث هذا الخلط في التوراة، فسيكون هناك خطأ ما في ترجمة الأسطورة الخاصة بخلق ممرضة ضلع «آنكي»، ونأسف لأن أصولها ليست بين أيدينا. وفي مثل هذه الحالة كان يمكننا افتراض أن «ننتي» كانت أنثى خلقت من ضلع الذكر، وليكن «آنكي» كما قال «كريمر» وليكن، «أنسي» بالفرض. وأنه كان يعاني من مرض في ضلعه، كان انتزاعه منه كفيلا بشفائه، وعليه لا تكون «ننتي» إلهة وليست أنثى بشرية، فهو ما لا يتناقض مع قوانين التطور الفكري والاجتماعي، التي عبدت الأسلاف كآلهة ذكورا وإناثا.
ولا يفوتنا أن نشير إلى اختصاص الأم الأولى بلقب آخر في السومرية هو «مونوس»، التي هي فيما نظن الأصل في الكلمة السامية «موموس» التي انحدرت إلى العربية «مومس»، للدلالة على المرأة التي لا تعرف رجلا واحدا كما لو كان في اللغة خاصية الحفريات، فاحتفظت لنا بكلمة ذات معنى حفري سحيق، لتشير إلى عصر كانت فيه المرأة مشاعا في المجتمع الأمومي أو النظام الغابر.
لكن أغرب ما في علاقة الفكر الديني السومري بالفكر الديني السامي، ولعله ليس أغرب إنما أقرب إلى طبيعة الأمور، هو ذلك الختم الأسطواني الذي كشف عنه مؤخرا، ويصور ذكرا وأنثى، بينهما نخلة، وخلف الأنثى تدلت حية، رأسها بجوار رأس الأنثى، بينما تمد هذه الأنثى يدها في شكل دعوة للذكر الجالس قبالتها، ليتناول من ثمار النخلة، ولنتذكر الآن الارتباط اللغوي بين الحية، وبين حيا الأنثى «فرجها»، وبين الحياة (فالأنثى مصدر للمواليد، للحياة)، وبين التسمية «حواء». ويبدو أن هذا الارتباط المتوارث، كان ناتج تصور الأقدمين أن الحية دائمة التجدد، ودائمة الحياة، عن طريق مشاهدتهم لها تنسلخ من جلودها العتيقة لتخرج بجلود جديدة زاهية، في حركة تشبه خروج الجنين من حيا الأم، ولعل ذلك يفسر لنا الارتباط العجيب في العقل القديم، بين المرأة كمصدر للحياة باستمرار، وبين الحية التي تتجدد وتولد دائما بانسلاخها من جلدها، وبين تصور كليهما «المرأة - الحية» كمصدر للخبث والأذى!
الخطيئة والسقوط
رغم أنه كان للآلهة معابدها، التي كانت في الوقت نفسه مسكنا لها، ومركزا إداريا للمشترك المعبدي، ومحل إقامة لكبير الكهنة وبطانته، أطلق عليها اسم «إى
E »، فإن هذه المعابد لم تكن مقار دائمة للآلهة، قدر ما كانت بقاعا أرضية مقدسة، تلتقي فيها الآلهة بكهنتها، لتفسير النذر أو قبول القرابين، أو لإصدار قرارات تتعلق بأمور مستعجلة، بينما كان مقرها الدائم كما جاء في الأساطير هو جبل السماء والأرض. أما أين هذا الجبل؟ فهو ما لا تجيب عنه المدونات الموجودة بشكل واضح، لكن يمكن الاستنتاج من مجموعة وثائق وأساطير، أنه كان في مكان يدعى «دلمون
DILMOUN » حيث وردت كمكان تجري فيه أحداث عظام، بين الآلهة السومرية، فظهرت «دلمون» كما لو كانت مسكنا دائما للآلهة. وفي مجموعة أخرى من الأساطير تبدو «دلمون» كما لو كانت مسكنا وموطنا للإله خالق البشر «آنكي» أو «أنسي»، إذا اعتبرناه أبا البشر الأول، وأنه أنجب هناك عددا من الآلهة.
1
وننفرد نحن في بحثنا هذا بزعم يدعمه ما تحت أيدينا من وثائق، هو أن «دلمون» كانت المكان الذي قامت فيه الآلهة بخلق أول بشر على الأرض، فقد وصفت هذه المآثر «دلمون» بأنها:
Неизвестная страница