История греческой философии
قصة الفلسفة اليونانية
Жанры
Mytilene
فبقي فيها بضع سنوات، حتى تلقى دعوة من فيلبس المقدوني ليتولى تربية ابنه الإسكندر الأكبر، وكان عمر الإسكندر إذ ذاك ثلاث عشرة سنة، فلبى الدعوة ولبث يعلم الإسكندر نحو خمس سنوات، وقد لقي من الإسكندر وأبيه تبجيلا وإكراما حتى ليقصون أن البلاط المقدوني أعانه على بحثه بمال جزيل، وبآلاف من الرقيق يجمعون له النماذج، وربما كان في هذا مبالغة، ولكن من المحقق أن القصر أعانه إعانة كبرى على بحثه.
ولما مات فيلبس تولى الملك بعده الإسكندر، فانتهت بذلك تربية أرسطو له، فعاد إلى أثينا ولم يكن رآها منذ توفي أفلاطون، فرأى المدرسة الأفلاطونية مزدهرة، وتعاليم أفلاطون سائدة، فأنشأ مدرسة أخرى في مكان يسمى لوقيون
Lyceum
فسميت المدرسة بذلك الاسم، وسمي أتباعه بعد ذلك بالمشائين
، أخذا من عادة أرسطو، فقد كان يمشي بين تلاميذه وهو يعلمهم، وقد ظل كذلك ثلاث عشرة سنة يدير مدرسته ويحرر كتبه، وأشهر مؤلفاته وأهمها كتب في هذا العهد.
في سنة 323ق .م مات الإسكندر في بابل وسط انتصاراته، ووقعت حكومة أثينا في يد أعداء المقدونيين - وكان أرسطو يعد من أتباع المقدونيين وأنصارهم - فدبر له أعداؤه اتهامه بالإلحاد، فخاف الاضطهاد، وأن يفعل به أهل أثينا ما فعلوا بسقراط، ففر إلى مدينة خلسيس
Chalcis ، وفي أول سنة من إقامته بها أصيب بمرض مات به وعمره 63 سنة، وذلك في سنة 322ق.م. (2) مؤلفاته
رووا أن أرسطو ألف نحو أربعمائة كتاب، ويقل عجبنا من هذا إذا نحن ذكرنا أن لفظ «كتاب» كان يطلق على ما يسمى عندنا الآن «فصلا» أو «بابا» وقد فقد أكثر من ثلاثة أرباع مؤلفاته، ولكن كان من حسن الحظ أن ما بقي هو أهم ما كتب، وهو يمثل شرحا تاما لآرائه في مختلف المسائل الفلسفية، وقد وصلت كتبه هذه إلينا مهوشة وخاصة ما كان منها في «ما بعد الطبيعة» فبعض رسائله فيها ناقصة، ويظهر أن مؤلفها لم يكن أتمها، وبعضها غير مرتب، فالباب منها ينتهي في أثناء البحث، ويبدأ الباب الذي يليه في وسط بحث آخر وهكذا.
وأما رسائله في الموضوعات الأخرى فأقل فوضى، ويظهر أن أرسطو كان حضر كثيرا من رسائله تحضيرا أوليا ولم يكن أعدها للنشر، فخرجت كما وصفنا، ومع هذا فكتبه ورسائله توضح آراءه توضيحا تاما كما ذكرنا.
Неизвестная страница