История греческой философии
قصة الفلسفة اليونانية
Жанры
أما رأيه في التناسخ فيتلخص في أن النفس كما قدمنا كانت تسبح في عالم المثل صافية سعيدة مفكرة، ثم حلت بالجسم وتعلقت به، فإذا مات الإنسان وكان قد عاش في حياته عيشة طيبة وعلى الأخص راض نفسه على تذكر كل عالم المثل، وبعبارة أخرى تفلسف، تعود النفس إلى عالم المثل راضية سعيدة وتقيم فيه، وبعد طويل من الزمن تعود النفس فتحل في إنسان آخر، أما الذين ساءت أعمالهم في الحياة الدنيا فتعذب نفوسهم بعد الموت، ثم يحلون في جسم أحط منهم، فالرجل قد يحل في جسم امرأة ، وإذا عاش الرجل شهوانيا حل في جسم حيوان وهكذا. (4) رأيه في الأخلاق
ابتدأ أفلاطون كلامه في الأخلاق ببيان أن الفضيلة ليست مرادفة للذة، وليست هي عمل ما يراه كل شخص حقا، رادا بذلك على السوفسطائيين، فإنهم كانوا يقولون ما يراه الشخص حقا فهو حق بالنسبة له هو، وبعبارة أخرى للإنسان الحق في أن يعمل ما يراه لذيذا له، فقال أفلاطون في تفنيد هذا: (1)
إن هذا القول يستدعي أن لا شيء حق في ذاته بل الحق نسبي، فما يكون حقا بالنسبة لي قد لا يكون حقا بالنسبة لك، وما يكون فيه لذة لشخص قد يكون فيه ألم لآخر، وبهذا لا يكون الخير والشر متمايزين، ولا يكون لكل منهما حقيقة ذاتية. (2)
إذا كان الحق هو اللذة، فاللذة هي إرواء الرغبة أو الشهوة، والرغبة أو الشهوة ليست إلا شعورا، وبهذا تكون الأخلاقية (أو الحكم على العمل بالخير أو الشر) تابعة للشعور الشخصي، ولا يكون هناك قانون عام يخضع له الناس جميعا. (3)
أخلاقية العمل يجب أن تتبع قيمة العمل الذاتية لا أن تتبع شيئا آخر وراءه، أما السوفسطائيون فيجعلون أخلاقية العمل لا تتعلق بالعمل، ويجعلون أخلاقية العمل ليست إلا وسيلة لغاية أخرى وراءها، فالفضيلة ليست هي اللذة كما أن المعرفة ليست إدراك الجزئيات.
كذلك يقول أفلاطون: ليسن الفضيلة هي عمل الحق، فقد يعمل الحق على أساس باطل فلا يكون فضيلة، فليس يشترط في الفضيلة معرفة ما هو الحق فقط، بل يشترط أيضا معرفة لم كان هذا الحق حقا ... لهذا كانت الفضيلة في نظره العمل الحق صادرا عن معرفة حقة بقيمة الحق ... ولهذا فرق أفلاطون بين الفضيلة الفلسفية والفضيلة العادية التقليدية، فالأولى مؤسسة على التفكير وفهم الأساس الذي بني عليه العمل، والثانية عمل حق نشأ عن عرف أو تقليد أو غريزة أو عطف أو نحو ذلك، فعملك الخير لأن الناس يعملونه من غير فهم لماذا كان هذا حقا هو فضيلة الطيبين من عامة الناس، وإن شئت فقل هو فضيلة النحل والنمل وما إليهما، وقد تفكه أفلاطون على مبدئه في التناسخ فقال: لعل أرواح مثل هؤلاء الناس تحل فيما بعد في نحل أو نمل.
وهنا تساءل: إذن ما هو الخير؟ كيف أعرفه؟ ما مقياس الخير والشر؟ وبعبارة أخرى : ما غاية الغايات التي إذا قرب العمل منها كان خيرا، وإذا بعد عنها كان شرا؟
كثيرا ما يردد أفلاطون في كلامه كلمة «السعادة»
Happiness
مما يدل على أنه يراها غاية الغايات، وأن العمل كلما أوصل إليها كان خيرا، ولكن ما هي السعادة التي يعنيها؟
Неизвестная страница