История современной философии

Заки Наджиб Махмуд d. 1414 AH
75

История современной философии

قصة الفلسفة الحديثة

Жанры

أما فلسفة «فخته» فكثيرا ما تقسم إلى فترتين: فلسفته وهو في يينا، وفلسفته وهو في برلين. ولقد ذهب بعض المؤرخين إلى أن في فلسفة الفترة الثانية ما يناقض آراءه في الفترة الأولى، ولكن يظهر أن كل ما هنالك من خلاف بين إنتاج الفترتين هو ما امتازت به مؤلفاته التي أخرجها في برلين من طابع شعبي، وليس فيما عدا ذلك شيء من تناقض في الرأي والمذهب.

وقد يكون خيرا من ذلك التقسيم الزمني أن نقسم فلسفته إلى نظرية وعملية؛ فقد كانت حياة الوعي كلها عند «فخته» تتألف من فكر وعمل، فليس للعالم معنى إلا ما يراه الإدراك، وليس لهذا الإدراك من معنى إلا ما يبدو فيما تأتي به الإرادة من عمل.

وفلسفة «فخته» مثالية ذاتية محضة، أو بعبارة أخرى إن كل ما هو موجود هو ذواتنا، ولا شيء غير ذلك، وكل معرفتنا هي معرفة ذواتنا، وأما سائر الحقائق التي نصادفها في الكون فإنما هي من خلق الذات وإنتاجها، أعني أن الحقائق التي نراها في التجربة الخارجية إن هي إلا نتائج لإدراكنا لذواتنا لا أكثر، فهي لا توجد إلا بالنسبة للكائن المفكر وحده، وليس لها وجود مستقل عنا، وعمل الفلسفة هو شرحها وتعليل حدوثها، ومن هنا أطلق «فخته» على كتابه الذي ضمنه مذهبه اسم «علم المعرفة»؛ لأنه لا يبحث ككل علم آخر في أشياء بعينها، ولكنه يتناول بالدرس أساس المعرفة ذاتها بصفة عامة .

ويحسن بنا قبل أن نبسط فلسفة «فخته» أن نردها إلى أصلها الذي نبتت منه، وأن نشير إلى غايتها التي تقصد إليها.

فأما جذورها فقد نبتت من فلسفة «كانت» التي يرى «فخته» أنها وإن كانت تحوي نظرة جامعة شاملة للكون، إلا أنها تحتاج إلى شيء من التنظيم والإصلاح، إذ إنه قد خلف وراءه مصدرين للمعرفة متناقضين متعارضين: أحدهما في العقل، والآخر في الخارج، ذلك أن «كانت» علل حدوث المعرفة بتأثير الشيء الخارجي في نفس الإنسان، مع استدراكه بأن «الشيء في ذاته» فوق متناول الإدراك، ولا يدخل في نطاقه، أو بعبارة أخرى فإن المعرفة عنده ترجع إلى تأثير اللاذات في الذات، فلاحظ «فخته» أن هذه اثنينية يجب أن تزول، إذ لا ينبغي أن نشطر الحقيقة شطرين مستقلا أحدهما عن الآخر: ذات، ولا ذات، أو عقل في الداخل وشيء في الخارج، وتناول هذين الطرفين ليمحو ما بينهما من خلاف، ولكن كيف السبيل إلى هذا التوفيق؟

لأصل المعرفة مذهبان: فمذهب اليقين

Dogmatism ، أو إن شئت فسمه المذهب الواقعي

Realism

يرى أن المعرفة مستمدة من الأشياء الخارجة، أي إنها جاءت إلى العقل من الخارج، وأما مذهب المثال

Idealism

Неизвестная страница