فلان :
هذا ما كان، وعدت إلى داري، وكشفت عن جسدي في مكان العلة، فإذا هناك خياطة كالتي يجريها الجراح، وشفيت من مرضي والحمد لله!
المريض :
هات لي هذا العنوان.
وأنا أسأل:
ماذا كان حوار كهذا ليصبح لو أن هذه الجماعة أو جماعة تماثلها تحدثت في أمر من هذا القبيل سنة 1877م؟ أو تحدثت في سنة 1777م أو تحدثت سنة صفر أو ما تحت الصفر بآلاف السنين؟
ومرة ثانية أقول:
نحن الآن في سنة 1977م، وتقرأ لكاتب - والصحيفة الأدبية تنشر له - يتساءل: كيف تعود الشمس إلى الظهور بعد مغيب؟ ثم يقدم حضرته بأنها في مخبئها - بعد المغيب - تظل تسجد لله، رافعة إليه الدعاء بأن يعيدها إلى الظهور يوما آخر فتعود. فماذا كان يكتب في هذا سنة 1877م؟ ثم ماذا كان يكتب قبل ذلك في سنة 1777م؟ أو قبل القبل في سنة صفر أو ما تحت الصفر بآلاف السنين؟
ومرة ثالثة أقول:
نحن الآن في سنة 1977م، وتسمع حوارا جادا لا يمازجه شيء من مزاح بين ثلاثة أشخاص فيهم أستاذ جامعي، يناقشون زواج الجن بالإنس، ما حدوده؟ إنهم جميعا على اتفاق بأن الرجل من الإنس قد يتم زواجه من امرأة «جنية»، ويؤكد لهم الأستاذ الجامعي أنه مارس هذه الخبرة بنفسه، لكن موضع التساؤل واختلاف الرأي بينهم هو في الموقف المعكوس؛ أي فيما إذا كان الرجل من الجن يمكنه الزواج من امرأة من الإنس، وعلى أية حالة من الحالات ماذا يكون مصير الأبناء وإلى أي فئة ينتمون؟ فماذا كان مثل هذا الحوار ليكون لو جرى سنة 1877م، أو سنة صفر وما قبلها بما شئت من سنين؟!
Неизвестная страница