История литературы в мире (часть первая)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
Жанры
والمقصود ب «التفكير الخير» أن يحصر الإنسان عقله في الله الخالق، وأن يعيش مع الناس في سلام وانسجام؛ فإن أحب الإنسان الإنسان عمل على وقايته من الخطر، وعاونه وقت الضيق. وعلمه إن كان جاهلا، وهداه إلى خير طريق يزيد بها غلته وثماره.
والمقصود ب «الأقوال الخيرة» أن يكون الإنسان حافظا للعهود، منجزا للوعود، موفيا للدين، لا ينطق بما يؤذي، ويقول ما من شأنه أن يوثق عرى الحب بين عباد الله.
و«الأفعال الخيرة» تقتضي الإنسان أن يخفف عن الفقير ، وأن يزرع الأرض، وأن يستنبط الماء العذب، وأن يشجع على إقامة الحياة الزوجية، وأن ينفق ما زاد على حاجته في وجوب الإنسان.
ودعا زرادشت الإنسان أن يتزوج لينشئ الأسرة، فكما تصلح الأرض بالإخصاب تصلح الإنسانية باتخاذ الأزواج. ويشير كتاب الأفستا إلى أن أول ما يرضي الله من عبده أن ينشئ لنفسه دارا ويختار لنفسه زوجة، وينسل الأطفال، وأن يحتفظ في بيته بشعلة النار موقدة، وأن يكون له قطيع من ماشية.
ثم يعرج زرادشت بتعاليمه على الحيوان ووجوب الرحمة به؛ فلنذبح منه ما نحن بحاجة إليه، أما أن نلهو بقتله في الصيد وسائر ضروب العبث فجناية كبرى عند الله خالق الإنسان والحيوان على السواء.
إلى هنا ينتهي تفصيل زرادشت في الأفستا من شروط الحياة الخيرة الصالحة، ثم ينتقل بعدئذ إلى ما يكون في الحياة الآخرة، فيبدأ بتقرير خلود الروح، وبأن الروح الصالحة تصعد إلى الجنة في انتظار جسدها يوم البعث، وأما الروح الشريرة فتلقى العذاب ألوانا حتى يوم الدين.
إن زرادشت يؤمن بحياة الجسد والروح معا، فلا هو ينصرف إلى الحياة المادية وحدها حتى ينسى حياة الروح في اليوم الآخر، ولا هو يحصر تفكيره في الروح بحيث يهمل الجسد. الحياة بجانبيها هي محور الديانة الزرادشتية، فللجسد ما أسلفنا من عناية بالصحة والطعام وما إلى ذلك، وللروح ما طبعه الله في الإنسان من ضمير يهديه سواء السبيل. وقد رمز زرادشت للحياة بجانبيها المادي والروحي بالنار، فلا حياة بغير سعي ونشاط، وفي النار هذا النشاط الدائب، ولا حياة بغير طهر ونقاء، والنار أول عوامل التنقية والتطهير؛ فلا عجب أن يبقي سدنة الفرس على شعلة النار مشتعلة ملتهبة، على سبيل الرمز لا على أن تكون هي موضع التقديس والعبادة، ثم خلف خلف من بعده لم يفهموا رمزه في النار فعبدوها.
مقتطفات من كتاب «الأفستا»:
و«الأفستا» واحد وعشرون نسكا في موضوعات ثلاثة: (1) العقائد والعبادات. (2) المعاملات. (3) الفلسفة والعلم.
ولكن لم يصل «الأفستا» إلينا كاملا، فما بقي منه عبارة عن قطع من القسم الأول والثاني، وأما القسم الثالث فلم يبق منه شيء، وهاك نموذجا منه:
Неизвестная страница