История литературы в мире (часть первая)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
Жанры
وقد رفعت رأسها إلى الهواء هامدة؛
لعل هبة ريح تمر بها في الطريق شاردة،
ثم يسقط المطر فيحيي الأرض بعد موتها، ويملأ الجو بأريجها،
وتتفتح الأزهار في مختلف ألوانها،
وبحيرات الماء تزدان بالأزهار تفتحت أكمامها،
والحدائق ضاحكة طروب بأعراش رياحينها،
والغابات ازينت لتبهج الناظرين؛
فكشفت عن زهر ناصع جميل.
ولنعد بعد إلى الأدب الديني فنرى أن تقادم العهد على حياة الآريين الأوائل في سهول البنجاب، جعل الجيل الجديد ينسى ما لازم تلك الحياة من دقائق وتقاليد. ولما كان كتاب «الفيدا» - كما قدمنا - يدور حول حياة الهندوس الأولين، فقد أخذت معانيه وإشاراته تغمض، ولغته تصعب على الأجيال الناشئة؛ لذلك لحقت بالمتن شروح تناولتها الأجيال جيلا بعد جيل. وكان من الطبيعي أن تتسع دائرة الشرح حتى تتعدد ألوانها، فكان واجب البراهمة عندئذ - وهم طبقة الكهان - أن يجمعوا هذه المجموعة المتباينة من الشروح ليوفقوا بينها؛ فنشأ من هذا التوفيق أثر أدبي جديد هو الذي يطلق عليه اسم «براهمانا»، ثم تبعه ال «يو بانشاد» وهو ذيل للبراهمانا (وضع نحو سنة 500ق.م.) يحتوي على التأمل اللاهوتي الذي ساد في ذلك العصر، وفيه نزعات صوفية ودعوة إلى طهارة القلب وصفاء النفس، وأن المعرفة أساس التحرر. والعجيب أن «يو بانشاد» فيه نسخ لما في البراهمانا من شعائر، ومع ذلك يلحق به كأنه متمم له، وهو في ذلك شبيه ب «العهد الجديد» لا يقوم على الشعائر اليهودية التي في «العهد القديم»، ومع ذلك فهو يعد متمما له، بحيث يكون كلاهما الكتاب المقدس. و«يو بانشاد» فيه ذخيرة ثمينة من الشعر والقصص إلى جانب لمحاته الفلسفية التي تسطع آنا بعد آن.
و«الفيدا» و«براهمانا» و«يو بانشاد» هي كتب الوحي عند الهندوكيين، وهي تشتمل على نزعات مختلفة متباينة، فنرى فيها تعدد الآلهة والآلهات ونزعة التوحيد، ونزعة الحلول ووحدة الوجود؛ فهي نظام اجتماعي يسمح بالعقائد المختلفة أكثر منها دعوة إلى عقيدة معينة. تعددت الآلهة في «الفيدا» وتنوع اختصاصها، وأسند إلى كل عمل، واختلطت أعمالها لأنها كانت آلهة قبائل متعددة، وترقت هذه الآلهة المتعددة إلى وحدة منها انبثق الخلق وإليها يعود، وظهرت هذه النزعة الراقية - على الأخص - في ال «يو بانشاد». ويصل هذا الرقي إلى «الفيدانتا»، ومعناها الحرفي خاتمة «الفيدا».
Неизвестная страница