История литературы в мире (часть первая)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
Жанры
وقد نالتا إعجاب الأدباء في كل العصور، وترجمتا إلى أكثر اللغات، وترجمت الألياذة إلى العربية، ولكنها فقدت كثيرا من جمالها.
ويرجع ما لهوميروس وملحمتيه من شهرة أدبية خالدة إلى ما فيهما من البساطة، والقوة في الأسلوب، والصدق، والجمال.
فهوميروس في عرضه للأحداث يؤثر ببساطته وإيجازه، فلا تكلف، ولا إطناب، ولا تعقيد، وإنما هي بساطة كبساطة الطفل.
انظر إليه في موقف هكتور وأندروماك وطفلهما الرضيع؛ فالولد يبكي من منظر والده، والوالد يضحك من بكائه، ثم يخلع خوذته ويقبله ويقول: «يا إلهي زيوس ويا جميع الآلهة، أدعوكم أن يبلغ ابني بين أهل طروادة ما بلغته من العظمة والقوة والشجاعة، وأن يكون ملكا كبيرا لطروادة.»
والزوجة تبكي مشفقة على زوجها، وهو يردها قائلا: إن القضاء المحتوم لا ينجو منه أحد. والزوجة تعود إلى بيتها حزينة، فيثير منظرها في وصيفاتها الأشجان؛ إذ توقعن ألا يعود سالما من الحرب.
كل هذه عواطف إنسانية تحدث في كل عصر ولكل الناس ، عرضت في سهولة وبساطة. والطريقة التي عولج بها الموضوع بسيطة، والاهتمام كله موجه إلى النقط الأساسية للمأساة.
وبجانب البساطة، كان الفن في تصوير الأشخاص والأحداث، كخلق أخيل، وموت هكتور، وموقف أبيه.
كذلك مما امتاز به شعر هوميروس صدقه، ولسنا نعني بالصدق مطابقة الخبر للواقع، وإنما نعني به إجادة الفنان في التعبير عن شعوره؛ فهوميروس ليس آلة صماء، ولكنه يشعر كل الشعور بما يقصه، ويسبغ شعوره على ما يحكيه، كما ترى في موقف أبي هكتور من أخيل.
كذلك امتاز هوميروس في ملحمتيه بأنه - فيما يحكي - لا يتحيز، فالقارئ يعطف مثلا على هكتور أكثر مما يعطف على أخيل، ولكن هوميروس يقف متجردا يبتعد عن هذا النزاع كل البعد، وكان عمله الوحيد أن يسجل لكل منهما ما له وما عليه من غير أن يحكم، وفي صراحة تامة.
إلى ذلك ما يراه قارئو الإلياذة والأوذيسية في أصولهما من جمال فني رائع هو جمال البساطة والجمال الفطري الطبيعي.
Неизвестная страница