واقترب أحد السواس ليقول: يا سيدي، لقد وصل بعض النبلاء وهم يطلبون الإذن بالمثول أمام عظمتك.
وأجاب إسكندر: فليأتوا.
وفورا دخل إلى خيمة إسكندر أربعة من النبلاء محاطين بأتباعه وضباطه، وكان اثنان منهما أكبر سنا واثنان أصغر، والأكبر هما موتزوك وزير الداخلية، وفيفر تزا كبير الياوران، وأما الأصغر فهما القائدان المساعدان سبانكوك وستروبكي.
واقتربوا من الأمير إسكندر، ثم انحنوا حتى الأرض، ولكنهم لم يقبلوا - كما جرت العادة - ذيول قفطانه.
فأجابوا: لك السعادة والرخاء يا صاحب العظمة، واستطرد إسكندر يقول: لقد علمت بالرزايا التي حلت بالبلاط، وقد جئت لإنقاذها، وأنا أعلم أن الناس ينتظرونني في غبطة.
وأجاب موتزوك قائلا: فلتسمح عظمتك بأن أقول أن كل شيء هادئ عندنا، ولربما يكونوا قد قصوا عليك أشياء لا وجود لها ، فلدى قومنا عادة سيئة هي تفخيم الأشياء تفخيما مسرفا، ولقد كلفنا بأن نخبرك أن الشعب لا يريدك ولا يحبك، وأن عظمتك تحسن صنعا لو عدت إلى ...
وأجاب لابوشنيانو - وعيناه تقدحان الشرر: «إذا كنتم لا تريدونني ولا تحبونني، فإنني أنا أحبكم، وسأستمر في طريقي، وافقتم أم لم توافقوا، وأما أن أترك أنا البلاد، فأهون منه أن يرتد الدانوب صاعدا إلى منبعه! آه! البلاد لا تريدني، بل أنتم الذين لا تريدوني إذا صح فهمي!»
فقال سبانكيوك: «إن رأس الرسول لا يمكن أن تقطع، وإن من واجبنا أن نخبرك بالحقيقة، فالنبلاء مصممون على الهجرة إلى المجر وبولندا وفلاشيا، حيث لهم أقارب وأصدقاء، وسيعودون مع جيوش أجنبية؛ فتنزل المحنة بشعبنا عندما يصطدم البعض بالبعض، ولربما قاسيت أنت نفسك يا صاحب العظمة من هذه المحنة؛ وذلك لأن الأمير ستيفان تومسا ...»
فقاطعه قائلا: «تومسا! هل هو الذي علمك أن تتكلم بهذه الجرأة؟ لست أدري لماذا لا أسحق فكيك؟!»
ثم أضاف - وهو ممسك بالمدقة النحاسية التي كانت في قبضة بوجدان: «إن هذا الملعون تومسا هو الذي علمك ...؟»
Неизвестная страница