لا تعرف متى وكيف تسلل إلى حياتها، كان شيئا كالحلم، أجمل من أن يكون حقيقيا.
في الواقع كان النقيض لكل ما تكرهه في الرجال، لم يأمرها بأن تتحجب، لم تضبطه متلبسا وهو يسترق النظر إلى مفاتنها خلسة، لا يسألها متشككا إذا ما كانت تجيد طبخ البامية وحشو المحشي، لا يتحدث عن مباريات الكلاسيكو، وآخر أهداف «بلة جابر» في الدوري الممتاز، لا يعتبر نفسه مسيحها المخلص من ظلمات العنوسة، والجائزة الأروع في حياتها.
كان رقيقا حالما مثلها، لم يهتم بشيء سوى عقلها.
كان يحدثها كثيرا عن قوانين الدياليكتيك، وفلسفة هيجل، وفيورباخ، وإميل سيوران، ينتقد معها روايات الأدب الغربي، ويناقش معها الإلياذة والأوديسة، وأشعار «ميخائيل إدواردز».
أنت تعرف بالتأكيد أنه يصعب على الفتاة أن تقاوم شابا بهذه الصفات، هكذا وقعت في حبائله بسرعة البرق.
كانت تراه مختلفا وصادقا، ذكي ومثقف إلى حد مبهر يخطف الأنفاس.
تمت الزيجة بسرعة، زواج مختصر في مزرعة صديق له، مع أسرتيهما وأقارب الدرجة الأولى، وبعض الحضور من أعضاء الحكومة ورجال الأعمال من أصدقاء والدها.
شهر عسل قصير في ماليزيا، جلسات رومانسية على الشاطئ مع الغروب، الكثير من التغزل ونظرات الهيام المتبادل، بعض الصور لأياديهما المتشابكة لمواقع التواصل الاجتماعي، ثم عادا لشقته في الخرطوم.
وعادت الحياة لروتينها.
لم تمر بضع أيام، حتى بدأت تلاحظ عادة غريبة من زوجها!
Неизвестная страница