لا بد أنه كان يشعر بالكثير من الملل في خيمته فقرر أن يزجي وقته بطريقته الخاصة، بأن يتلاعب بالأحمق الذي سيأتي من بعده ليردد هذه العبارات غير المفهومة بثقة وثبات بحثا عن سر القوة المطلقة.
وتخيلته يتقلب في قبره ضاحكا!
على كل حال لا يوجد وقت للمزيد من الألعاب، أنا مرهق للغاية، لقد ظللت مستيقظا طوال الليل، سأتصل على عميد الجامعة وأعتذر عن قدومي اليوم، أما الآن فلا شيء سوى السرير الدافئ؛ فالنوم الطويل بلا كوابيس!
تدثرت بالأغطية وأنا ألوك تلك الأشياء الوهمية، جفناي يتثاقلان، أشعر أنني أغوص في ثنايا الفراش ... أغوص!
أغوص ...
أغوص ...
ثم رأيته يقف أمامي!
على عكس الصورة النمطية السائدة للشياطين، كان هذا رجلا عاديا، رجل وسيم في الواقع، شعره مصفف بعناية يتخلله بعض الشيب حول فوديه، ويرتدي بذلة سوداء وربطة عنق أنيقة، وبعض الحلي الذهبية حول رقبته وأصابعه، ويبتسم ابتسامة آسرة غاية في اللطف. - «من أنت؟» سألته مذعورا! - «أنا إبليس، أنت استحضرتني بعبارات النداء!»
قالها وابتسامته الساحرة تزداد اتساعا وتضيئ المكان فعليا.
تلفت حولي في توتر، كنا نقف في صحراء جرداء، رمالها حمراء كالدم، وبعض الأشجار الجافة والنافقة، السماء ملبدة بالغيوم فلا يتبين منها شيء، وضوء خافت يعم المكان لا أعرف مصدره بالضبط، كنت أعرف أنني أحلم الآن، قرأت في إحدى الصحف من قبل عما يسمى بالحلم النقي، عندما تحلم وأنت تعرف في حلمك أنك تحلم، كانت المرة الأولى التي أعيش فيها هذه التجربة.
Неизвестная страница