كانت مشكلة كبيرة وقتها وقد حلت بسرعة كذلك عندما اكتشفت شيئا سحريا آخر اسمه «عبدو المكوجي»، ثم الحل السحري الآخر المسمى «أم بركة»، امرأة ضخمة كوزير اتحادي فاسد، تلهث بلا انقطاع، وتشهق للهواء وهي تضع يدها على صدرها كأنها ستسقط ميتة بالسكتة القلبية في أي لحظة، لحسن الحظ لم تفعل ذلك، لكنها فعلت ما هو أفضل، وافقت على أن تمر على بيتي مرة كل أسبوع لتعتني بالنظافة، وغسل الأواني، وترتيب المكان مقابل أجر زهيد.
حشد من الحلول السحرية حلت جميع مشاكلي، وعادت حياتي لروتينها الجميل بين الجامعة والبيت.
أرجو ألا أكون قد أثرت مللك يا حضرة المحقق؟
لا؟ جميل!
الآن يمكنني أن أجيب سؤالك وأقول لك متى بدأ كل شيء.
لا بد لك أن تقفز بالزمن معي عدة أشهر للأمام، كان هذا في شهر أبريل، أو ربما هو مايو! لا أذكر بالضبط.
لكنني كنت عائدا إلى داري عصرا من الجامعة، خلعت ملابسي وارتديت الجلباب الخفيف ودخلت إلى المكتبة، كان المكان في حالة فوضوية، أقصد أنه كان نظيفا للمرة الأولى منذ سنوات، وهو ما بدا لي فوضويا، لدي نظام معين في ترتيب الأشياء لا أتحمل تغييره، وهو مرض آخر جادت به علي عائلة الوسواس القهري الكريمة، الهوس الشديد بنظامي الخاص في ترتيب أشيائي.
أذكر أنني قد ثرت ثورة عارمة على زوجتي من قبل عندما حركت كتابا كنت أقرؤه بضع سنتمترات لليسار، كان هذا مما لا يحتمل في قاموسي الشخصي، وقد عرفت هي هذا وفهمته فلم تجرؤ على الدخول إليها مجددا.
لا بد أنها «أم بركة»، حذرتها مرارا من عدم دخول مكتبتي، فلا بد أنها قامت بالتنظيف على سبيل تجويد العمل.
تلك اللعينة!
Неизвестная страница