Чтение в книгах вероубеждений
قراءة في كتب العقائد
Жанры
وقد ذكر القاسمي في كتابه تاريخ الجهمية والمعتزلة أن الجهم بن صفوان كان من الدعاة للكتاب والسنة وتحقيق العدالة، وقد صدق القاسمي رحمه الله فمن قرأ التاريخ عرف هذا تماما فبنوا أمية لم يكونوا يقتلون الناس إلا عندما يخرجون بالسيف فعندئذ يلفقون لهؤلاء التهم (العقدية) حتى يذبحوهم زعما منهم بأن فعلهم هذا نصرة للسنة والإسلام!! فيضربون أكثر من حجر بسيف واحد!! فيثني عليهم المغفلون من الصالحين ويتخلصون من الخصوم!! ولذلك كان أكثر بل كل التيارات التي نصمها بالبدعة كالجهمية والقدرية والمعتزلة والشيعة والزيدية وغيرهم كل هؤلاء كانوا من الدعاة إلى تحكيم كتاب الله وتحقيق العدالة وكانوا من الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر لكن غلاة السلفية ومنهم غلاة الحنابلة كان لهم ارتباط قوي بالثقافة الشامية التي لا ترى في هؤلاء إلا دعاة فتنة!! وأنهم مجوس الأمة!! وأنهم إلى النار؛ كما يتألى على الله بعض علمائهم المشهورين!! فيجب إعادة قراءة التاريخ وأخذ أقوال الفرق من ألسنتها وكتبها وليس من خصومها.
ولعلي هنا أوصي بكتابين يلتزمان المنهجية في هذا وهما كتاب القاسمي (تاريخ الجهمية والمعتزلة) وكتاب الدكتور حسين عطوان (الفرق الإسلامية في بلاد الشام في العصر الأموي) والكتاب الأخير من أفضل الكتب جمعا للمادة ومؤلفه متخصص في التاريخ الأموي ويظهر فيه الحيادية إلى حد كبير.
Страница 109