Ценность времени у ученых
قيمة الزمن عند العلماء
Издатель
مكتب المطبوعات الإسلامية
Номер издания
العاشرة
Место издания
حلب
Жанры
(١) قال الإمام القاضي عياض رحمه الله تعالى، في كتابه «الشفا بتعريف حقوق المصطفى» ﷺ ١٠٩:١، في الفصل السابع من الباب الثاني: «لم تزل العرب والحكماء تتمادح - أي تتفاخر - بقلة الغذاء والنوم، وتذم بكثرتهما، لأن كثرة الأكل والشرب دليل على النهم والحرص والشره، وجالبة لأدواء الجسد وخثارة النفس - أي ثقلها وعدم نشاطها - وامتلاء الدماغ. وقلتهما دليل على القناعة وملك النفس، ومسببه للصحة وصفاء الخاطر وحدة الذهن. كما أن كثرة النوم دليل على الضعف والفسولة - أي عدم الهمة في أمور الدنيا والآخرة - ومسببه للكسل وقساوة القلب وغفلته وموته، وتضييع العمر في غير نفع. وكثرة النوم من كثرة الأكل والشرب، وفي حكمة لقمان: يا بني، إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة، وقال سفيان الثوري: بقلة الطعام يملك سهر الليل. وقال سحنون: لا يصلح العلم لمن يأكل حتى يشبع». انتهى. قال سيدنا عمر بن الخطاب ﵁: إياكم والبطنة، فإنها مكسلة عن الصلاة، مفسدة للجسم، مؤدية إلى السقم، وعليكم بالقصد في قوتكم. فهو أبعد من السرف، وأصح للبدن، وأقوى على العبادة، وإن العبد لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه.
1 / 109