128

Фикхские правила

القواعد الفقهية : مفهومها، نشأتها، تطورها، دراسة مؤلفاتها، أدلتها، مهمتها، تطبيقاتها

Издатель

دار القلم

Жанры

ثم في القرن الخامس الهجري جاء الإمام أبوزيد الدبوسي (430ه) .

وأضاف إلى ثروة المجموعة المتناقلة عن الإمام الكرخي إضافات علمية قيمة، في هذا الموضوع . إذا يمكن أن يقال إن القرن الرابع الهجري هو المرحلة الثانية في نشأة القواعد الفقهية وتدوينها، حيث وجد أول كتاب في هذا الفن وهو يمثل بداية هذا العلم من ناحية التدوين. اما بعد كتاب "تأسيس النظر" للدبوسي فإنني لم أعثر على أي كتاب في هذا العصر؛ وكذلك في القرن السادس الهجري، اللهم إلا كتاب الإمام علاء الدين محمد بن أحمد السمرقندي (540ه) بعنوان "إيضاح القواعد" الذي ذكره صاحب هدية العارفين(1)؛ فإنه من المحتمل أن يكون ذلك الكتاب من قبيل هذا الموضوع.

ولا شك أن عدم العثور على المؤلفات لا يدل على انقطاع الجهود في هذه الحقبة المديدة، بل ينبغي أن يقال إنها طويت في لجة التاريخ أوضاعت كما هو الشأن في كثير من الموضوعات. اما في القرن السابع الهجري، فقد برز فيه هذا العلم إلى حد كبير، وإن لم يبلغ مرحلة النضج . وعلى رأس المؤلفين في ذلك العصر: العلامة محمد بن ابراهيم الجاجومي السهلكي (613ه)(2)، فألف كتابا بعنوان : "القواعد في فروع الشافعية"(3)؛ ثم الإمام عز الدين بن عبد السلام (660ه) ألف كتابه "قواعد الأحكام في مصالح الأنام "، الذي طبق صيته الآفاق. ومن فقهاء المالكية ألف

(2) هو معين الدين، أبو محمد بن إبراهيم ، الفقيه الشافعي، كان إماما مبرزا، سكن نيسابور ودرس بها، وصنف في الفقه كتاب "الكفاية"، وله كتاب "إيضاح الوجيز أحسن فيه، . انتفع به الناس وبكتبه خصوصا: "القواعد"، فإن الناس أكبوا على الاشتغال بها . والجاجومي - بفتح الجيمين وسكون الراء - نسبة إلى جاجوم، بلدة بين نيسابور وجرجان ، انظر: ابن العماد الحنبلي : شذرات الذهب: 56/5.

(3) انظر: ابن قاضي شهبة : طبقات الشافعية: 72/2.

137

Страница 136