وتبعه الحاجب مسرعا في دهشة لا يكاد يدركه، وقام الأمير عن كرسيه غضبان ...
ذلك أن صرة الجوهري حين فتحها لم يكن فيها إلا نعله ... وكان أراد أن يخلعها عند الباب، فنسي ووضع الجوهر مكانها وصر النعل في المنديل!
وضحك الأمير حين علم بما كان حتى لم يكد يسكت، ثم دعا بالجوهري ثانية فمثل بين يديه ...
وكان العقد على ما وصف الجوهري، فاشتراه الأمير وأجزل الثمن، وأمر الغلام أن يفرد له حجرة في دهليز دار الحرم، وأن يجعله جوهري القصر يبيع جواري الأمير ما يطلبن ويبتاع لهن.
94 •••
دفع الأمير العقد الكسروي
95
إلى جاريته بوران، وكانت أدنى جواريه إليه وأحظاهن عنده، فما له صبر عنها ساعة من نهار، ولكن بوران لم تقنع بما لبست من نعمة الأمير ولم يزل في نظرتها سؤال عاتب، وقال الأمير: «فما تطلبين بعد يا بوران، وأين لي أن أنال رضاك؟»
فابتسمت بوران ابتسامة فاتنة وقالت: «رضاي يا مولاي أن ترضى.»
وأسرت في نفسها أمنية أغلى وأعلى ...
Неизвестная страница