واتخذ الأمير مجلسه في «قبة الهواء»
60
يسرح النظر بين النيل والجبل، وفي قلبه من الهم والقلق ما به، انتظارا لمقدم لؤلؤ ...
وتفرق رسل الأمير في المدينة، يلتمسون لؤلؤا حتى وجدوه فوافوا به الأمير في مجلسه، ومثل لؤلؤ بين يدي مولاه، وإن نفسه لتكاد تخرج مما به من الذعر والفزع ...
وسأله الأمير قلقا: «حدثني يا لؤلؤ: أفي غلمانك فتى أزرق أشقر من وافدة بغداد،
61
يشرف في الإصطبل على دوابك، اسمه محمد بن سليمان؟» قال لؤلؤ ولم يزل ما به من الذعر والفزع: «أنظر يا مولاي، فإني لا أكاد أحقق وجوه غلماني.»
قال الأمير: «فإذا لقيته فاصرفه، أو فاقتله، فقد رأيته في المنام باسمه وصفته منذ بضعة أشهر، وفي يده مكنسة يكنس بها قصري وسائر دوري وحجري، وعاودني هذا الحلم البارحة بصورته التي رأيت من قبل، كأنه إنذار من وراء الغيب بأن هذا الفتى يدبر للدولة شرا.»
قال لؤلؤ وقد سري عنه:
62 «كفاك الله يا مولاي ما تخاف.»
Неизвестная страница