الله في جوف السماء، وأن السماء تحصره وتحويه فإن هذا لم يقله أحد من سلف الأمة وأئمتها بل هم متفقون على أن الله فوق سماواته على عرشه، بائن من خلقه ليس في مخلوقاته شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته.
وقد قال مالك بن أنس: " إن الله في السماء وعلمه في كل مكان " (١) وقيل لابن المبارك بماذا تعرف ربنا؟ قال " بأنه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه " (٢) وبه قال أحمد بن حنبل (٣) وقال الشافعي: " خلافة أبي بكر قضاها الله في سمائه وجمع عليها قلوب أوليائه " (٤) .
_________
(١) أخرجه الإمام عبد الله في " السنة " (ص ٥) وأبو داود في " مسائل الإمام أحمد " (ص ٢٦٣) .
(٢) رواه عبد الله في " السنة " (ص ٥ و٧٢) والدارمي في الرد على المريسي (ص ٢٤ و١٠٣) وفي " الرد على الجهمية " (ص ٥٠) وقال ابن القيم في " اجتماع الجيوش " (ص ٨٤): قد صح عنه صحة قريبة من التواتر.
(٣) قيل لأبي عبد الله - الإمام أحمد - الله فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه وقدرته وعلمه بكل مكان؟ قال " نعم هو على عرشه ولا يخلو شيء من علمه " رواه الخلال في " السنة " كما في " اجتماع الجيوش " (ص ٧٧) .
(٤) ذكره ابن القيم في " اجتماع الجيوش " (ص ٥٩) وصدره بقوله صح عن الشافعي. . . وقال الإمام الشافعي ﵀: " القول في السنة التي أنا عليها ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وأن الله على عرشه في السماء يقرب من خلقه كيف شاء وينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء. . . وذكر سائر الاعتقاد. رواه أبو الحسن الهكاري وأبو محمد المقدسي كما في " العلو " (مختصره ص ١٧٦) وانظر " اجتماع الجيوش " (ص ٥٩) .
1 / 42