القليل! هل ثمة صد بعد هذا اللطف كله؟ لم يعد بك صبر.
مضى يربت كفيها، ثم بسط راحتيها، ونظر بافتتان في لون الحناء الوردي الذي يصبغهما، وما يدري إلا وهي تسأله بصوت ضاحك: هل تقرأ الكف يا سيدنا الشيخ؟
ابتسم، وقال مداعبا: أنا من المشهود لهم في قراءته، أتحبين أن أقرأ لك كفك؟
أحنت رأسها بالإيجاب، فراح يتأمل راحتها اليمنى متظاهرا بالتفكير، ثم قال باهتمام: في طريقك رجل سيكون له شأن في حياتك.
تساءلت ضاحكة: في الحلال يا ترى؟
ارتفع حاجباه وهو يمعن النظر في كفها، ثم قال دون أن يبدو على وجهه أثر ولو خفيف للمزاح: بل في الحرام. - أعوذ بالله! ما عمره؟
نظر إليها من تحت حاجبيه، ثم قال: غير واضح ولكن إذا قسته بمقياس مقدرته فهو في عنفوان الشباب.
فتساءلت بمكر: أهو كريم يا ترى؟
آه، لم يكن الكرم مما يزكيك عندهن قديما. - لم يعرف البخل قلبه.
فكرت قليلا، ثم عادت تتساءل: هل يرضيه أن أبقى كالتابعة في هذا البيت؟
Неизвестная страница