164

Дворец желаний

قصر الشوق

Жанры

فلوحت بيديها حتى وسوست الأساور الذهبية حول ساعديها، وقالت: أنت السبب في كل ما حصل.

فجلس على حافة السرير فيما يلي ساقيها الممدودتين، وقال بضيق: محكمة! هه؟ قلت لك: قولي يا فتاح يا عليم.

فربتت سلسلة ظهره بكعب قدميها، وهي تقول متأوهة: خربت بيتي، الله وحده يعلم ما ينتظرني هناك.

فوضع ساقا على ركبته حتى انحسر الجلباب عن الأخرى، فبدت مكتنزة مغطاة بغابة من الشعر الفاحم، وقال: رفيقك؟ خيبة الله عليه! ما يكون هذا إلى طلاق زوجي؟ أنت التي خربت بيتي، وبيتي أنا الذي خرب.

قالت وكأنها تحدث نفسها: ليلة سوداء لم أعرف لي فيها رأسا من قدمين، لا تزال الضوضاء تدوي في رأسي، لكن الحق علي، ما كان ينبغي لي أن أطاوعك من بادئ الأمر.

خيل إليه أنها راضية رغم تشكيها، أو أنها تدعي التشكي ادعاء، ألم يعرف في الأزبكية نساء يتباهين بكل عراك دموي ينشب من أجلهن؟ على أنه لم يغضب، كانت الأمور قد بلغت حد اليأس فأعفته من مشقة النهوض لمعالجتها، فلم يملك إلا أن يضحك وهو يقول: شر البلية ما يضحك! اضحكي، خربت بيتي واحتللته، قومي فأصلحي من شأنك، واستعدي لإقامة طويلة حتى يقبل الليل، لن تغادري البيت حتى يأتي الليل. - يا خبر أسود! سجينة! أين زوجك؟ - لم يعد لي زوجة. - أين هي؟ - في المحكمة الشرعية إن صدق ظني. - أخاف أن تعتدي علي عند خروجي. - تخافين؟ ربنا يرحمنا! إن ليلة أمس على فظاعتها لم توهن من مكرك وخبثك يا بنت أخت زبيدة!

ضحكت ضحكة طويلة فبدا أنها تقر بالتهمة الموجهة إليها، وفي مباهاة أيضا، ثم مدت يدها إلى كوب القهوة فتناولته واحتست قليلا منها، ثم ردتها إليه وهي تتساءل: والآن؟ - كما ترين، لا علم لي أكثر منك، ولكن يحز في نفسي أن أنكشف أمام الناس كما انكشفت في الليلة الماضية.

هزت منكبيها في استهانة قائلة: لا تهتم بذلك، ما من رجل إلا ويخفي تحت ذقنه مخازي تضيق عنها الأرض. - رغم هذا فالفضيحة فضيحة، تصوري الشجار والعويل والطلاق عند الفجر! تصوري الجيران وقد فزعوا إلى شقتي مستطلعين فرأت أعينهم كل شيء.

قطبت قائلة: كانت هي البادئة.

لم يملك أن ضحك ضحكة ساخرة، فعادت تقول بإصرار: كانت تستطيع أن تعالج الأمور بحكمة لو كانت عاقلة، الغرباء في الطريق يتسامحون مع السكارى المعربدين، هي التي جنت على نفسها بالطلاق، وماذا كنت تقول لها؟ ... يا عاهرة يا بنت العاهرة، هه؟ وكلام آخر عن الجنود الإنجليز؟

Неизвестная страница