وتولت نوال إبلاغ الأم بما كان من ابنتها وزوجها والحياة النكدة التي لقفتها منذ تركت القصر، وظلت نوال تحكي حتى أتت إلى آخر المطاف عند اليهودي، وجزعت الأم من هذه الحادثة، وقبل أن تجيب نوال إلى حديثها، قامت إلى التليفون، فاستدعت طبيبها الخاص، ليطمئنها على صحة ابنتها، وحين رجعت إلى نوال قالت لها: إن إجهاضها لنفسها يمنع أي محاولة للإصلاح، أرجو الله أن يقدرنا على الخلاص من هذا الشاب، فأنا أعرف هذا الصنف من الناس، ولكننا سنتخلص منه على أية حال.
ودخل أحمد إلى الغرفة مذعورا بعد أن أنبأه الخدم بمجيء أخته، وبالحال الذي جاءت عليه، وحين أنبأته نوال بما أنبأت به أمه، قال في هدوء وجد: لقد كنت مقدرا لهذا جميعه، على أية حال سيطلقها، فما أظنه سيجرؤ على عدم الطلاق.
ونظرت إليه أمه في ابتسامة ساخرة: أتظن ذلك؟ أتظن أنك ستقول له طلق فيطلق.
فقال أحمد في وثوق: طبعا. - ما زلت صغيرا يا أحمد. - إنه صديقي وأنا أعرفه.
ونظرت إليه أمه نظرة عميقة وقالت: أتعرفه حقا؟
فتلعثم أحمد هنيهة، ثم قال: على كل حال لا أظن أنه سيمانع في الطلاق.
وقالت الأم في وثوق: سترى، قم إلى التليفون واطلب إليه أن يأتي.
وقام أحمد وطلب فوزي في التليفون، ووعد فوزي أن يأتي فورا، وقبل أن يأتي جاء الطبيب وأجرى الفحص على هناء، ثم نظر إلى أمها وقال: أما هناء فبخير والحمد لله، ولكن أنت ... أنت التي لا بد لك أن تستريحي يا سهير هانم.
قالت سهير: نعم أعرف. - يخيل إلي أنك لا تعرفين أبدا! إنني بغير أن أفحصك أرى أنك مجهدة كل الإجهاد، ولا بد من الراحة التامة. - أعرف يا دكتور، سأستريح.
ونزل الدكتور، وبعد حين جاء فوزي، ورآه أحمد يدخل من الباب الخارجي، فسارع نازلا إليه، وحاولت أمه أن تستوقفه لتنزل معه، فطلب إليها أن تلحق به.
Неизвестная страница