Дворец Аль-Азем в Дамаске
قصر آل العظم في دمشق
Жанры
2
يرسل فيقلعهم ويرسل القليل من ثمنهم. وكان في قرب بركة البرامكة قصر يقال له الزهرانية، قيل هو من عمارة الملك الظاهر، وهو على ظهر بانياس مطل على المرجة، وكان منتزها عظيما تهدم غالبه، وفي قربه مدفن وعليه قبة من حجر ورأس القبة مقلوع وفيه وهدة ... أخبروا حضرة الوزير أسعد باشا العظم صاحب العمارة عن هذه القبة وعن المدفن الذي بجنبها، وأن الأراذل الأشقياء يجتمعون عندها هناك ليلا ونهارا على فسق وفساد وغير ذلك، فأمر بهدمها حالا ونقل حجارتها إلى داره.
وفي تلك الأيام بلغ الوزير أسعد باشا أن في وادي كيوان طاحونة قديمة يقال لها طاحون الرهبان قد تهدمت، ولم يبق منها سوى رسوم أسفلها، وأنها مركبة على بانياس، فحالا أمر حضرة الباشا بقطع نهر بانياس وأن يخرجوا جميع ما فيها من أعمدة وأحجار وينقلوهم إلى الدار، فاشتغلت الفعلة والحجارة والبساتنة، واستقاموا يقلعون الأحجار وينقلونها إلى دار الباشا اثني عشر يوما والنهر مقطوع عن أصحابه.
وفي يوم الخميس سادس وعشرين ربيع الثاني من هذه السنة، عمل حسن أفندي السفرجلاني وليمة لحضرة أسعد باشا بالصالحية في قاعة ابن قرنق، وكانت ضيافة عظيمة قيل تكلف عليها نحو إحدى عشرة مائة غرش، فنظر حضرة الباشا إلى سروات شاهقات في داره، فطلب من صاحبهم علي آغا ابن قرنق قطعهم لأجل عمارة داره، وعرض الباشا عليه شيئا من المال فأبى أن يأخذ شيئا، وقطع له ثلاث سروات ليس لهم نظير في الشام ولا في غيرها، ونقل من قرية بصرى أحجارا وأعمدة من الرخام شيئا كثيرا، وأخذ من مدرسة الملك الناصر التي في الصالحية أعمدة غلاظا جيء بهم محملين على عربات تجر بالبقر، وهدم سوق الزنوطية التي فيها حارة العمارة، وكان كله أقبية معقودة فأمر بفكه ونقله إلى داره المشار إليها، ونقل إليها أيضا أعمدة من جامع يلبغا. وإنه مهما سمع ببلاط بديع أو أعمدة أو أحجار من أي محل، كان يأتي بها شراء وغير شراء.
قال المؤرخ: «وفي تلك الأيام قتل ابن خطاب الآلاتي في سوق البزورية وقت أذان العشاء، جاءه ضرب سلاح على رأسه فوقع قتيلا كأنه ما كان، هذا ووزير الشام مشغول في عمارة داره ولم يلتفت إلى رعاياه وأنصاره، ويقول: ائتوني بحجارة المرمر والرخام والسرو، وتفننوا بالبناء والنقوش والتحلية بالذهب والفضة وجلب عواميد الرخام على العجلات والبقر من بصرى، وخرب سوق مسجد القصب، واستجلب جميع ما فيه من أحجار وأخشاب، وكل ما سمع بقطعة أو تحفة من رخام أو قيشاني أو غيرها يرسل فيأتي بها إن رضي صاحبها أو أبى، وإذا أراد الفقير أن يعمر ويرمم لم يجد معماريا ولا نجارا ولا خشبا ولا مسمارا ولا ترابا ولا قصرملا ولا أحجارا، وهذا مع غلاء الأسعار وحلول الأكدار. وقد أخذ حضرة الباشا قدرا وافيا من ماء القنوات، فما وصل إلى السرايا حتى تقطعت السبل ومياه غالب الجوامع والحمامات، وبقي مدة مقطوعا حتى عن غالب البيوت.»
ناحية من قصر أسعد باشا العظم في دمشق.
ناحية ثانية من قصر أسعد باشا العظم في دمشق.
ومما ذكره البديري في حوادث سنة 1171ه ما نصه:
وفي تلك الأيام جاء الخبر بقتل أسعد باشا ابن العظم والي الشام سابقا، وبعد أيام جاء قبجي من جهة الدولة بختم سرايته وضبط ماله وختم بيوت جميع أتباعه وأعوانه، وضبط مالهم ورفعهم إلى القلعة، وازدادت الشدة وصارت أمور وأهوال في دمشق الشام ما وقعت في سالف الأزمان، ثم جاءت أتباع ابن العظم أسعد باشا، ودخل القبجي إلى السرايا فأخرج الدفائن العظيمة من سرايته، فإذا هي كالكنوز المودوعة فيها، فأخرجوا من الأرض ومن الحيطان والسقوف والأحواض حتى من الأدبتات
3
Неизвестная страница