============================================================
القانون وليحذر المدرس أن يقفز على البحث والايراد، قبل شرح الكلام، أو يتسارع إلى رد مذهب، أو شبهة او بحث أو سؤال قبل تقريره، ومتى احتاج الكلام إفرادا أو تركيبا، أو البحث فيه أو الجواب إلى دليل، أو شاهد أو مثال، فلايد من الاتيان به في محله على قدر الحاجة، من فير إخلال بما يكون به التصحيح والتبيين، ولا إغراب يحير أفكار الحاضرين، ومتى احتاج شيء من ذلك حأيضاك1 إلى توطئة ومقدمة يستعان بها على الفهم أو التصديق، تعين البده بها بحسن بيان واختصار، حتى بكون كلام المدرس، [بحيث]2 لو سطر كان تصنيفا حسن الرصف مقبولا.
وهذا أيضا مع وجود الأهلية في الطلبة، وإلا فقد لا يبلغ الطالب لقصوره إلى فهم العبارة المحكمة، فلابد من النزول معه إلى عبارة أوضح بالفاظ متداولة، وتراكيب تليق بحاله، ولا عيب في ذلك حيث كان المقصود الافهام، وذلك إنما هو حيث يتفق أن يبتلى الكبير بتعليم الصغير، وإلا فالاشبه الجنس بالجنس، فإن المبتدى يشق عليه إدراك إشارات الفحول، والفحل يشق عليه التنزل إلى مقاصد الصبيان، وقد قال أبو العبساس بن البناء3 في تحو هذا: لعلمي بالصواب في الاختصار قصدت الى الوجازة في كلامي* ولم أخذر فهوما دون فهمي ولكسن خفت ازراء الكبار وشأن البسط تعليم الصفار فشان فحولة العلماء شاني افان قيل اكثر من يتقدم للتدريس قبل الكمال، لا يحسن الصنعة، بل ولا يحقق ما يقول ولا ما ينقل، فربما أخذ عنه الخطأ وصار ما يفسده اكثر مما يصلح، فيكون حقا على 1- سقطت من ج _ سقطت من د و ج 3- أحمد بن محمد الأزدي المراكشي (649-721ه)، الإمام العالم المشهور. شحرة النور: 216.
Страница 337