191

============================================================

القاتسون بن معاوية القاضي1، حتى الفوا في هذا الفن تأليفا سموه زكر إياس، وقد يكون ذلك استدلالا بأمارات يتفطن لها، كما حكي عنه، آنه نظر إلى ثلاث نسوة سمعن صاعقة فارتعن لها، فقال: "إحدى النسوة عذراء، والأخرى حبلى، والأخرى مرضع" ، فقيل له من أين علمت هذا؟ فقال: "رأيتهن حين الخوف، قد وضعت إحداهن پديها على فرجها، فعلمت أنها عذراء، لأن ذلك العضو أهم أعضائها عليها، وأولى ما تخاف عليه، والأخرى وضعت يديها على بطنها، فعلمت أثها حبلى لذلك أيضا، والأخرى وضعتهما على تدييها، فعلمت أنها مرضع كذلك". ومن هذا العنى ما وقع لبني نزار، حيث ذهبوا متحاكمين، فمروا بمرتع الجمل"، وقصتهم مشهورة ذكرناها في محل آخر والعلوم لا تنحصر، ولا سيما ما يرجع الى العقول والإلهامات، وانما نبهنا على المشهورة والمتداولة، والله الملهم للصواب، وإليه المرجع والمثاب.

الفصل الحادي عشر: في تقسيم آخر للعلم ذكره ابن جزي في (قوانينه الفقهية فقال: "إن العلوم في الجملة ثلاثة انواع، علوم شرعية، وعلوم هي آلات للشرعية، وعلوم ليست بشرعية، ولا آلات للشرعية.

فأما العلوم الشرعية، فأصلها الكتاب والسنة، ويتعلق بالكتاب علمان، القراءات والتفسير ويتعلق بالسنة علمان، علم2 الحديث ومعرفة رجاله. ويتفرع من الكتاب والسنة علمان، أصول الدين وفروع الفقه، وينخرط التصوف في سسلك الفقه، لأنه في الحقيقة فقه الباطن، كما أن الفقه أحكام الظاهر.

)- إياس بن معاوية، قاضى البصرة، الموصوف بالذكاء (ت: 122 ه). شدرات الذهب/1: 160.

3 ورد في دو ج: حمل.

Страница 293