============================================================
القالون فإن قيل إنه لابد من أن يروى، وإلا لم يثيت، فيكون ما تعلق بالرواية من الحروف المختلف فيها لابد منه. قلنا كل ذلك متواتر، وعندما تحقق التواتر القاطع للشيهات، ثبتت الحجة، وان لم يوضع في ذلك علم، ولا بحث فيه باحث، وما يذكر من المسائيد عن القراء وأصحابهم، إنما هو تثبيه على الأخذ، وتنويه بالمشايخ، وتعريف لهم، والاستنان بالاتباع والتبرك، والا فالتواتر يثني عن ذلك.
ومن ذلك مما يتعلق بالسنة: علم السير وهو العلم الباحث عن أحوال النبي ل من أول مبعثه إلى أن توفاه الله تعالى، وهذا هو مؤدى لفظ السيرة، لأن السيرة فعلة من السير، وسيرة الانسان الهيئة التي يسير عليها، في افعاله وأقواله، وأخذه وتركه. وقد أدرجوا فيه احواله كل من لدن وضع، بل من لدن كان حملا، ثم ترقوا إلى ذكر والديه وأجداده، ثم إلى القبائل المتشعبة من ذلك، وذكر بلده الكريم والبيت الحرام، ومن بناه ومن تولاه قديما، ومن زاره من الملوك ومن احترمه، وتحو ذلك.
وقد يزيدون سيرة الخلفاء بعده، وقد يفردون لما وقع من الحروب ذكرا وهو: علم المغازي فيقال علم المغازي والسير وقد يعتبر خصوص أحوال النبي في خلقته الكريمة، واخلاقه العظيمة، وماكله وملبسه ونحو ذلك وهو: علم الشمائل فهذه فنون ثلاثة، زائدة على متن الحديث، المراد منه أقوال النبي ل وأفعاله وتقاريره، وهي في المعنى منه، ولو اعتبر أولا متن الحديث من حيث الرواية لا الدراية وهو
Страница 280