../kraken_local/image-093.txt
إذا مت مات الجود وانقطع الندى ولم يبق إلا من قليل مصرد(1) فقال له معاوية : ما زدت على أن نعيت إلي نفسي.
وأشد الجعدي بعض الملوك، قصيدته التي يقول فيها: القيت أناسا فأفنيتهم وأفنيت بعد أناس أناس(2) فقال له : ذاك من فرط شؤمك.
ووأنشد البحتري يوسف بن محمد الثغري، قصيدة أولها الك الويل من ليل تقاصر آخره(3) فقال له : الويل والحرب لك(4).
لفمن سبيل الشاعر، المتوقد الهاجس، الواري الزناد، أن يكون اهجاؤه إذا هجا، واستبطاؤه إذا استبطأ، وتهنئته إذا هنأ، وتعزيته إذا عزى أو رنى، أو وصف على حسب ما يقتضيه ذلك الموصوف وتوجبه تلك الحال، وأن لا يضع كلامه في غير مواضعه، وأن يفتتح كل قصيدة بما يناسبها ويبتدئها بما يشير إلى المعنى المقصود فيها الفان البحتري لو كان هاجيا لكان قوله (لك الويل) في غاية الجودة
Неизвестная страница