46

Книга о довольстве и воздержании

كتاب القناعة والتعفف

Исследователь

مصطفى عبد القادر عطا

Издатель

مؤسسة الكتب الثقافية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٣ هـ - ١٩٩٣ م

Место издания

بيروت - لبنان

Жанры

- وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: اكْتَسَبَ فُلانٌ مَالا، قَالَ: فَهَلِ اكْتَسَبَ أَيَّامًا يَأْكُلُهُ فِيهَا؟ قِيلَ: وَمَنْ يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: فَمَا أَرَاهُ اكْتَسَبَ شَيْئًا - وَكَانَ بَعْضُهُمْ يُنْشِدُ: يَا جَامِعًا مَانِعًا وَالدَّهْرُ يَرْمُقُهُ ... مُقَدِّرًا أَيَّ نَابٍ فِيهِ يَعْلَقُهُ مُفَكِّرًا كَيْفَ تَأْتِيهِ مَنِيَّتُهُ ... أَغَادِيًا، أَمْ بِهَا يَسْرِي فَتَطْرُقُهُ جَمَعْتَ مَالا فَفَكِّرْ هَلْ جَمَعْتَ لَهُ ... يَا جَامِعَ الْمَالِ أَيَّامًا تُفَرِّقُهُ الْمَالُ عِنْدَكَ مَخْزُونٌ لِوَارِثِهِ ... مَا الْمَالُ مَالُكَ إِلا يَوْمَ تُنْفِقُهُ أَرْفِهْ بِبَالِ فَتًى يَغْدُو عَلَى ثِقَةٍ ... أَنَّ الَّذِي قَسَّمَ الأَرْزَاقَ يَرْزُقُهُ فَالْعِرْضُ مِنْهُ مَصُونٌ لا يُدَنِّسُهُ ... وَالْوَجْهُ مِنْهُ جَدِيدٌ لَيْسَ يُخْلِقُهُ إِنَّ الْقَنَاعَةَ مَنْ يَحْلُلْ بِسَاحَتِهَا ... لَمْ يَلْقَ فِي ظِلِّهَا هَمًّا يُؤَرِّقُهُ - كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَمَلَّ مُعَافَاتِكَ، قَالُوا: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا أَبَا سَعِيدٍ؟ قَالَ: الرَّجُلُ يَكُونُ فِي بَلَدِهِ فِي خَفْضٍ وَدَعَةٍ، فَتَدْعُوهُ نَفْسُهُ إِلَى أَنْ يَطْلُبَ الرِّزْقَ مِنْ غَيْرِهِ - وَقَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ: يَكْفِيكَ مِنَ الدُّنْيَا مَا قَنِعْتَ بِهِ وَلَوْ كَفُّ تَمْرٍ، وَشَرْبَةُ مَاءٍ، وَظِلُّ خِبَاءٍ، وَكُلُّ مَا انْفَتَحَ عَلَيْكِ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ ازْدَادَتْ نَفْسُكَ بِهِ تَعَبًا ١٤٠ - وَقَالَ فُضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: «أَفْلَحَ مَنْ

1 / 62