القسم الأول: أشراط ظهرت قبل زماننا وثبت ظهورها بالكتاب والسنة أو بتواتر الخبر الصحيح عمن سلف.
مثل بعثة النبي ﷺ وموته وتمني رؤيته، وفتح بيت المقدس، واقتتال الفئتين العظيمتين من المؤمنين، وكثرة الهرج، وظهور الترك، ونار الحجاز، وتطاول الناس في البنيان، ونحو ذلك مما ذكره النبي ﷺ ووقع كما أخبر.
القسم الثاني: وقعت مبادؤه أو ظهر الكثير منه ولم يستحكم بعد، بل لا تزال تظهر وتزيد وتكثر. ومن هذا القسم تقارب الزمان، وإلقاء الشح، وتضييع الأمانة، وتوسيد الأمر إلى غير أهله، وخروج الكذابين الدجالين كل يزعم أنه نبي من زمن النبي ﷺ إلى الآن، وكثرة الزلازل والتباهي بالمساجد، ونحو ذلك مما أخبر به النبي ﷺ ووقع بعضه ولا يزال يقع حتى اليوم (١).
القسم الثالث: العلامات العظام والأشراط الجسام التي تعقبها الساعة والتي لم يقع منها شيء حتى الآن، ومنها الدجال، ونزول عيسى ﵇، ويأجوج ومأجوج، والدابة، وخروج الشمس من مغربها، والنار التي تسوق الناس إلى المحشر ونحو ذلك.
* الإعتبار الثاني: مكان وقوع الأشراط:
قسم العلماء أشراط الساعة باعتبار مكان وقوعها إلى قسمين: سماوية وأرضية:
الأول: الأشراط العلوية المتعلقة بالأجرام السماوية، ومنها انشقاق القمر في زمن النبي ﷺ، ومنها انتفاخ الأهلة بحيث يرى الهلال لليلة فيقال: هو ابن ليلتين، ومنها طلوع الشمس من مغربها.
_________
(١) انظر: "فتح الباري": (١٣/ ٨٣ - ٨٤)، "لوامع الأنوار البهية": (٢/ ٦٦ - ٧٠).
مقدمة / 64