لبيان ما فيه من بعض الأحاديث الضعيفة، وإن كان السخاوي بيَّن غالبًا درجة الحديث، وفيه كذلك حكايات وأخبار تحتاج إلى دراسة، ولا يخلو من بعض الأخطاء الشائعة في ذلك العصر. وقد طبع الكتاب مرارًا.
وللسخاوي ﵀ غير هذه الكتب التي ذكرها في ترجمته، وقد طبع بعضها وليس هذا موضع بسطها.
* المبحث الخامس: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:
إن ما خلَّفه السخاوي ﵀ من كتب علمية دليل على علو مكانته العلمية بالنسبة لعلماء عصره، ولقد كانت له منزلة عالية عند علماء عصره وسلاطينهم كما سبق ذكر ذلك في الحالة السياسية. وكانت كذلك له مكانة خاصة حتى عند شيوخه كالحافظ ابن حجر ﵀، فقد أثنى عليه فقال: (وأمثل جماعتي).
وقال ابن العماد: (وانتهى إليه علم الجرح والتعديل) (١).
وقال الغزي: (الإمام، العالم، العلامة، المسند، الحافظ، المتقن) (٢).
وفي ترجمته لنفسه نقل كثيرًا من ثناء العلماء عليه (٣).
وقال تلميذه جار الله بن فهد عقب ترجمة شيخه لنفسه: (إن شيخنا صاحب الترجمة حقيق بما ذكره لنفسه من الأوصاف الحسنة، ولقد - والله العظيم - لم أر في الحفاظ المتأخرين مثله، ويعلم ذلك كل من اطلع على مؤلفاته أو شاهده وهو عارف بفنه منصف في تراجمه ... ولا أعلم الآن من يعرف علوم الحديث مثله، ولا أكثر تصنيفًا ولا أحسن. وكذلك أخذها عنه علماء الآفاق من المشايخ والطلبة والرفاق، وله اليد الطولي في المعرفة بأسماء الرجال، وأحوال الرواة، والجرح
_________
(١) "شذرات الذهب": (٨/ ١٥).
(٢) "الكواكب السائرة": (١/ ٥٣).
(٣) "الضوء اللامع": (٨/ ١٩ - ٣١).
مقدمة / 41