في النهاية، واضح تماما أن أرواحنا هي التي تخضع لرعاية الإكليروس، فقط للأمور الروحية.
تعمل روحنا داخلنا؛ والأفعال الداخلية هي الفكر، والإرادة، والنزعات، والإذعان لحقائق معينة. كل هذه الأفعال فوق كل إجبار، وفي نطاق مجال الكاهن الإكليريكي، فقط بقدر ما يجب عليه أن يرشد، وألا يأمر أبدا.
تعمل هذه الروح بالخارج أيضا، والأفعال الخارجية تخضع للقانون المدني؛ هنا يمكن أن يكون للإجبار مكان؛ فالآلام الدنيوية أو البدنية تصون القانون بعقاب من ينتهكونه.
من ثم، يجب أن تبقى طاعة النظام الكنسي دائما حرة وطوعية، ويمكن أن تكون غير ذلك. غير أن الخضوع للنظام المدني يجب أن يكون قسريا إلزاميا.
للسبب نفسه، العقوبات الكنسية التي هي دائما روحية، لا تمتد في الحياة الدنيا إلا إلى أولئك المقتنعين في قرارة أنفسهم بخطئهم. أما العقوبات المدنية فتكون، على النقيض من هذا، مصحوبة بأذى جسدي، سواء أقر المذنبون بعدالتها أم لم يقروا.
ينتج من ذلك بوضوح أن سلطة الإكليروس روحية فقط، ولا يمكن أن تكون غير ذلك؛ لا يجب أن تكون لها أي قوة دنيوية؛ وأنه ما من قوة قهرية ملائمة لخدمة الإكليروس التي قد تتحطم من جرائها.
يتضح من هذا أيضا أن صاحب السيادة، وهو حريص على ألا يعاني من أي تقسيم لسلطته، يجب ألا يسمح بأي مشروع يجعل أعضاء المجتمع المدني في حالة اعتماد خارجي ومدني على الكيان الكنسي.
هذه هي المبادئ الأكيدة للقانون الكنسي الحقيقي التي يجب أن تحتكم إليها الأحكام والقرارات في كل الأوقات طبقا للحقائق الأبدية الثابتة القائمة على القانون الطبيعي والنظام الضروري للمجتمع.
الصورة المجازية
كل شيء في العصور القديمة رمز أو صورة مجازية. بدأ الأمر في كلدو بوضع كبش وطفلين وثور في السماء علامة على ما تنتجه الأرض في الربيع. النار رمز الألوهية في فارس؛ والكلب السماوي يحذر المصريين من فيضان النيل؛ والأفعى التي تخفي ذيلها في رأسها تصبح صورة للأبدية. الطبيعة بأكملها ممثلة ومتنكرة.
Неизвестная страница