Словарь египетских обычаев, традиций и выражений

Ахмад Амин d. 1373 AH
166

Словарь египетских обычаев, традиций и выражений

قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية

Жанры

وأغلب المصريين وخصوصا الأطفال والنساء يزعمون أن الجن تظهر بالليل في صورة كلب أو قط، والأغلب في صورة قط أسود، ولذلك يتحاشون ضرب القطط والكلاب بالليل، وإذا صادف وجود قط غريب بالليل في بيت من البيوت، لم يشكوا في أنه جن، وراقبوا حركاته وسكناته، وفسروا كل حركة بتفسير، وإذا تقدم القط إلى الأكل من أحد الأطباق فلا يطرد وإن خطف اللحم؛ ويعتقدون أنه إذا ضربوه أذاهم.

وهم يزعمون أن الجن تفعل كثيرا مما يفعله الناس، فمثلا نسبوا إليها أنها بنت «تدمر» ويزعم القطامي أنها تغني.

ويزعمون أيضا أن للجن علاقة بالإنس، فقد يعشق الجني امرأة، وقد تعشق المرأة رجلا، والفقهاء في بعض كتبهم فرضوا صحة ذلك، وكنت أعرف رجلا شركسيا كثير الصمت، قليل الكلام، تبدو عليه كثرة التفكير، فكان يزعم أن جنية تعشقه، وأنها لذلك منعته من التزوج، وأنه يختلي بها كل ليلة، وقد قضى حتفه، رحمه الله، ساكنا متبتلا معتزلا الناس.

وذهبت العرب إلى أن الجن لا تأكل، ولكن المصريين يزعمون أنهم يأكلون ويشربون، ولذلك اعتاد بعضهم إذا توهم أن مرضه جاء من غضب الجن عليه، أن يذيب في الماء نوعا من السكر الأحمر، في إناء بعد صلاة العشاء ليلة الجمعة، ويأخذ المريض ذلك الإناء أو ينيب عنه من يصعد به إلى سطح البيت وهو ساكت لا يتكلم، ولا يلتفت وراءه وهو صاعد، ويقلب الإناء بما فيه على الأرض، ولا يذكر اسم الله وهو يريقه، ثم يترك الإناء وهو في مكانه، وينزل كما صعد ... يزعمون بذلك أن الجن تشربه، ويكررون هذا الأمر ثلاثة أسابيع على الأقل، فقد يرضى عنه الجن فيشفى.

ويزعم المصريون أن الجن قد تتعرض للإنسان إذا سار وحده بالليل، وقد يتشكل الجني بشكل حذاء قديم بال؛ وأن الإنسان إذا لقي الجني وضربه بالسلاح أو رماه برصاصة فأصابته، يصير نعلا قديما ولذلك يكثر استعمال النعال القديمة تعويذة أو حجابا يعلقونها على رأس الخيل أو الحمير أو الجمال؛ وكثيرا ما يعلقون حذاء قديما في رقبة الأطفال يزعمون أنه يمنع تأثير العين، ولا يصلح هذا النعل القديم لذلك إلا إذا وجد ملقى في الطريق ولا يعرف له صاحب، وأن يوجد أحد النعلين فقط.

وقد يعتقدون أن سبب المرض جنية سوداء لبست الرجل أو المرأة، فلا ترضى عمن لبسته إلا بالزار، وفي الزار هذا تدق للجني الأسود دقات على نغمات خاصة، يفقر من أجلها من لبسته الجنية، فيأتي بحركات بهلوانية. •••

وعقب تولي محمد علي مصر عرف كثير من الأتراك اعتقاد المصريين في الجن، فكانوا يلبسون بالليل ثيابا سوداء أو بيضاء ثم يخرجون، زاعمين أنهم جن، فيخاف المصريون ويهربون، فيغتنم الأتراك هذه المسألة ويفعلون ما يريدونه.

وأعرف سيدة مقعدة تعتقد أنه لبسها الجن بسبب أن أحد خدمها ضرب قطا أسود بالليل، فعاد القط شديد الصياح، ثم اختفى فخافت من أن يكون جنيا يؤذيها ، وكذلك كان.

وبعض المصريين والمصريات يزعمون في بعض البيوت أنها مسكونة، ومعنى أنها مسكونة أن الجن سكنوها، وخصوصا إذا حدثت في البيت حادثة قتل، فهم أحيانا يسمعون أنينا، وأحيانا يضرب البيت بالحجارة، ونحو ذلك، وأعرف صاحبا لي اشترى بيتا رخيصا في المعادي؛ لأنه قتل فيه صاحبه، فسكنته العفاريت، فبيع بنصف ثمنه أو أقل.

ويتصل بذلك اعتقاد الناس وخصوصا النساء بأن العفاريت تتقمص الرجال والنساء، فإذا تقمصتهم نطق الجن على ألسنتهم بأصوات غريبة، ثم أخبروا على ألسنتهم بأخبار غريبة، وتنبأوا بتنبؤات مستقبلة.

Неизвестная страница