Сердце Ирака: путешествия и история
قلب العراق رحلات وتاريخ
Жанры
ولكن قيمة الآثار لدى ناشد العلم ليست بحجمها ولا بزخرفها. وقد تكون ظاهرا قطعة صغيرة من الفخار أو المعدن، نبشها معول أحد العمال، أو برزت من تحت محراث أحد الفلاحين. مثال ذلك صفحة من الآجر بقدر حجم اليد، عثر عليها في المكتبة بقصر سرجون، وعلى وجهيها كتابة مسمارية. هذه هي إذن أهميتها. فإن في تلك الكتابة وجد عالم أخصائي جدولا بأسماء خمسة وتسعين ملكا من ملوك آشور، وما كان يعلم من قبل غير نصف هذا العدد منهم. إذن، سنصحح تاريخ آشور. فإن أول ملوكها هو غير الذي حكم في القرن التاسع قبل المسيح. أول ملوكها، حسب السجل المسماري الصغير، جلس على العرش قبل ذلك الزمان بألف وخمسمائة سنة؛ أي في منتصف الألف الثالثة قبل المسيح.
أطلال طيسون (تصوير الدورادو).
ويظهر أن البعثة الأميركية الأخرى التي تقوم بأعمالها في نوزي - المكان الذي يدعى اليوم ترقلان - تثبت ما تقدم، فقد اكتشفت عددا من المخطوطات التي تبعث النور في تاريخ شعب كان مجهولا، هو الشعب الحوري. قرأ الأخصائيون تلك المخطوطات فإذا فيها عن شئون الحوريين، وصلاتهم بالشعوب الأخرى المعاصرة لهم، ما هو ذو قيمة اقتصادية وتاريخية وجغرافية. والقيمة الجغرافية أعظمها؛ لأنها أول أثر لهذا العلم عند أولئك الأقدمين.
أجل، قد اكتشف الأثريون في نوزي أقدم خارطة عرفها العالم. وقد رسمت على طابوقة من الطابوق المشوي، وظهر فيها نهرا العراق الكبيران، وقسم من جباله، وعدد من مواقع المدن الشمالية القديمة.
وقد استنتجوا من بعض تلك المخطوطات، ومن شكل الهياكل، أن الحوريين كانوا يدينون بدين الآشوريين، وزعموا أن آثارهم تساعد في درس تطور المدنية الآشورية.
وقد تدحض هذا الزعم، وتفسد ذاك الاستنتاج، بعثة أخرى أميركية، هي التي تنقب في أطلال بعشيقة والفاضلية في تل بلا وتبه غورا، فقد أدركوا في الحفر طبقة ما قبل التاريخ، واكتشفوا دفائن يرجع عهدها إلى 5000 سنة قبل المسيح، وزعموا أن الإنسان سكن هناك في العصر الحجري. وقد قال مدير البعثة في خطبة ألقاها في بغداد، إن الأهمية في ما اكتشفه هي أن مدنية السومريين في دولة أور الأولى (3100ق.م) كانت منتشرة في بلاد الآشوريين. ولكن آشور، بحسب الجدول المسماري الذي تقدم ذكره، لم تكن موجودة في ذلك الزمان! أثري يبلبل أثريا، وطالب العلم يلجأ متورعا إلى - الله أعلم.
وهناك في بقعة واحدة تزاحمت البعثات وتباينت الأغراض. فبينما كانت البعثة الألمانية كادة في إصلاح غلطها، وفي المدائن، وفي نقل سلوقية من ضفة النهر اليمنى إلى ضفته اليسرى، كانت بعثة جامعة ميشيغان الأميركية تحفر الطبقة بعد الطبقة من الأرض لتكشف مدينة سومرية اسمها أكشاك.
وقد ظفرت كل بعثة بمبتغاها، وبالأدلة على إثبات افتراضها. فتلك التلال الصغيرة المتعددة، في ذلك السهل الفسيح، هي ما تبقى من المدينة الإغريقية الشرقية سلوقية. وتحت تلك التلال المدينة السومرية أكشاك.
والدليل على كون تلك الكوم من التراب والحجارة هي ما تبقى من سلوقية، هو في ما وجدوه من الحفريات. ومنها تماثيل من الخزف صغيرة، إغريقية الصنع والمغزى، وأختام مختومة في الحمر، ومكتوب عليها «الدائرة السلوقية لضريبة الملح»، ونقود تحمل أسماء بعض ملوك سلوقية. إذن هذه سلوقية ولا ريب فيها.
أما أكشاك فقد وجدوها في الطبقة الرابعة مدفونة تحت سلوقية. والدليل على ذلك بلاطتان من الحجر لصوص الباب منقوش في إحديهما كلمات سومرية واسم ملك أكشاك.
Неизвестная страница