Сердце Ирака: путешествия и история
قلب العراق رحلات وتاريخ
Жанры
وسأقف لكم غدا على رأس قبتي بصورة باز أشهب - نعم، هو الشيخ عبد القادر قدس الله سره - فإذا رأيتموني صوبوا المدفع إلي، واقذفوني بما فيه - ما فهمت السر في هذا ولا فهمه الدجيلي، ولا توفقنا إلى أحد ببغداد يفهمنا إياه - ثم ارموا رمية أخرى على السور، تثلم منه ثلمة واسعة، وادخلوا المدينة عنوة وإنكم إن شاء الله لظافرون.
وفي صباح اليوم التالي، انتصب الباز الأشهب فوق قبة جامعه، وكان ما أوصى به. فأطلق المدفع عليه، فأخفاه التراب عن النظر، ثم أطلقت الطلقة الثانية على السور، فانهدم جانب منه عظيم، فتدفق جنود السلطان مراد في المدينة كأمواج البحر الزاخر، والتحموا وجنود الشاه في القتال.
وكانت ملحمة ولا كالملاحم، حدث عن عجائبها ولا حرج، فقد شاهدت امرأة من على طوار دارها جنديا مقطوع الرأس يحمل سيفا بكل من يديه، ويستمر في التذبيح. فصاحت قائلة: سبحان الله! هذا رجل بلا رأس، ولا يزال بسيفه يقطع الرءوس! عندئذ سقط من على ظهر جواده وخر صريعا، فدفن في موضع مصرعه في المحلة المعروفة اليوم بمحلة «أبو سيفين» وأكثر سكانها من اليهود.
لله من هول تلك الملحمة ومن عجائبها! فقد أصيب فيها حتى القائد العام عثمان الصغير. قطعت يداه وما سقط اللواء الذي كان حامله. بل ظل يمشي أمامه - يمشي اللواء وحده - حتى رآه أحد الناس فصاح مدهوشا: الله أكبر! فهوى إذاك إلى الأرض. وقتل كنج عثمان. ولكنه بعون الله وعبد القادر كان منتصرا.
عبد القادر الكيلاني
من إحسانك لا تنسني
من إحسانك لا تنسني!
دفن عثمان الصغير - القائد العام الكبير - حيث سقط هو واللواء. ولا يزال ضريحه، بحجرته وقبته، قائما اليوم بقرب باب السراي، وقد كتب على أحد جدرانه بالقاشاني الأبيض يتخلله الأزرق ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
Неизвестная страница