وقف الجمال على محاسن وجهه ... حتى ظننَّا الحسن من عشَّاقه
يا محرقًا قلبًا أقام بربعه ... ألَّا كففت جفاك عن إحراقه
اطلقت أدمع عينه يوم النَّوى ... وفؤاده وحكمت شدَّ وثاقه
رفقًا بصبِّك إن أردت بقاءه ... يكفيه ما يلقاه من أشواقه
أسهرته وأسلت مقلته دمًا ... أترى ذبحت النَّوم في آماقه
وأنشدني لنفسه، وقد نفذ له السلطان الملك الكامل خلعًا وخيلًا، وأنشده ذلك ارتجالًا: [من السريع]
/٢٠١ ب/ يا أيُّها الملك الَّذي مدحه ... يعجز عن إدراكه القائل
طلت ملوك الأرض في جودهم ... وعمَّهم من كفِّك النَّائل
ما كلُّ ما يأتيك منهم لما ... أسلفت يا خير الورى طائل
لأنَّك البدر فلا غرو أن ... زانك من اوصافك الكامل
وأنشدني لنفسه من قصيدة: [من الطويل]
تبدت فأود بالقضيب اعتدالها ... وأربى على نقص الهلال كمالها
وفاهت من الدرِّ الثَّمين بمثله ... فأزرى على السِّحر الحرام حلالها
فما الحسن إلَّا ما حواه لثامها ... وما الغصن إلَّا ما أراه اختيالها
من التُّرك في رشق السِّهام وإنَّها ... ليعزى إلى حي هلال هلالها
تصول بميَّاد القوام بمثله ... يكرُّ إلى قتل الرِّجال رجالها
وما الصَّعدة السَّمراء إلّا قوامها ... فصعب على غير الجليد اعتقالها
نأت دارها عنِّي وفي القلب شخصها ... فحمَّلني ثقل الغرام احتمالها
ولو لم تكن بدر السَّماء لما غدا ... إلى القلب بعد الطَّرف منِّي انتقالها
فذلِّلت في حبِّي لها فتذلَّت ... ..... في الغرام دلالها
ومن عجب أخشى مع الهجر بعدها ... وما ..... يرجى في الدُّنوِّ وصالها
/٢٠٢ أ) وما هي إلَّا الشَّمس يدنو منارها ... ويبعد عن أيدي الرِّجال منالها
من البيض وافاها النَّعيم فعمَّها ... وزيَّنها في زينة الحسن خالها
وأنشدني لنفسه مما كتبه إلى محيي الدين يوسف بن زبلاق الكاتب الهاشمي