لكن صحوت لما حبِّرت عن فلك الدِّين الَّذي خبره قد صغَّر الخبرا
عود إذا عاد ما أبداه من همم ... لم نلق من عوده ضعفًا ولا خورا
سل الأعادي بيوم الرَّوع هل نظروًا ... بكفِّه قلمًا أو صار ما ذكرا
ماضي المضارب ما هزَّت خشينته ... في هامة قطُّ إلاَّ قطَّ أو بترا
لا يخذل الدَّهر من أمسى بعزم يد المولى أبي القاسم المنصور منتصرا
لو لامست كفُّه يوم النَّدى حجرًا ... صلدًا أسال بماء ذلك الحجرا
هو السَّماح الَّذي تعمي بوادره ... على العفاة وإن لم يسألوا البدرا
لو لم يكن للورى في دسته فلكًا ... ما كان في كلِّ يوم يطلع القمرا
فربعنا لم يزل من جوده خضرًا ... ووردنا لم يزل من حوضه خضرا
فقد أمنَّا به ممَّا نحاذره ... فلو يسالمنا لم نعرف الحذرا
فراية الملك ما أهتزت ظفيرتها ... إلاَّ به وتلقَّت ذلك الظَّفرا
وراحة الملك لا نلقى بها شللًا ... عند اللِّقاء ولا في باعها قصرا
/٩٢ أ/ يعطي فلم يلق في إكثار نائله ... قلًا ولا في صفا إحسانه كدرا
ومنها قوله:
فربعنا بعد دثر مربع زهرا ... وعودنا بعد يبس مطلع ثمرا
يبدو فنلقاه في الإقناط مبتسما ... يعطي فنلقاه في الإفراد معتذار
إذا تيَّممه سفر رأوا رجلًا ... في وجهه الشَّمس تبدو كلَّما سفرا
جاد الزَّمان لأبناء البريَّة من ... ابن المسيري بغيث ناب أو خضرا
[٥٣]
أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي نصر، ابو حامد الساويُّ خطيب همذان.
قال القطيعي: قدم حاجًا سنة ثلاث عشرة وستمائة، وروى عن شيخنا أبي