مبدأ النسل من كيومرت، الذي ينسب إليه الفرس، فإنه مفسر بآدم ﵇ عند أكثر المؤرخين. ثم لا نزاع في أن الأرض عمرت ببني آدم ﵇ إلى زمن نوح ﵇. وأنهم هلكوا بالطوفان الحاصل بدعوة نوح، حين غلب فيهم الكفر وظهرت عبادة الأوثان، وأن الطوفان عمَّ جميع الأرض. ولا عبرة بما يذهب إليه الفرس من إنكار الطوفان، ولا بما ذهب إليه بعضهم من تخصيصه بإقليم بابل، الذي به نوح ﵇.
ثم وقع الاتفاق بين النسّابين والمؤرخين أن جميع الأمم الموجودة بعد نوح ﵇ جميعهم من بنيه، دون من كان معه في السفينة، وعليه يحمل قوله تعالى: (ذُرية من حملنا مع نوح).
أما من عدا بنيه ممن كان معه في السفينة، فقد روي أنهم كانوا ثمانين رجلًا، وأنهم هلكوا من غير عقب. ثم اتفقوا على أن جميع النسل من بنيه الثلاثة: يافث - وهو أكبرهم - وسام - وهو أوسطهم - وحام - وهو أصغرهم.
وقد ذكر ابن إسحاق أنه كان ليافث ستة أولاد، وهم: كومر - ويقال: غومر وياوان - ويقال: يافان، وهو يونان - وماغوغ، وقطوبال، وماشخ، وطيراش. ووقع في الإسرائيليات زيادة «ماذاي» فصاروا به سبعة.
وذكر البيهقي ثامنًا، وهو: علجان.
ووقع في كلام ابن سعيد زيادة «سويل» فيكونون تسعة.
1 / 27