286

آثاركم في العلى قديما ... دانت لها جرهم وعاد

سبحان من خصكم بأيد ... بهن تستبعد العباد

إذا استهلت لنا سماء ... أورق من تحتها الجماد

والآن تبلى ورب جود ... حل على ناره الرماد

وأنت في السن البرايا ... معنى بألفاظها معاد

حسب العدى منك ما رواه ... لا وريت للعدى زناد

لم يعلم الصايدون منهم ... أنك عنقاء لا تصاد

وأن في راحتيك سعدا ... تندق من دونه الصعاد

والليث شبعان لا يبالي ... إذا نزت حوله النقاد

الأديب أبو عبد الله بن الفخار المالقي رحمه الله تعالى

صاحب لسن، وراكب هواه من قبيح وحسن، لا يصد إذا صم، ولا يرد عما يتم، حمي الأنف لا يصام، قوي الشكيمة لا يرام، وقف للمطالبة والأسنة قد أشرعت وثبت والأطواد قد تضعضعت، حتى أقعد عدوه، وصفا رواحه وغدوه، وقد أثبت له ما يستطاب، ويسري في النفس كما يسري في البلح الأرطاب، فمن ذلك قوله: طويل

باتي حسام أم باي سنان ... أنازل ذاك القرن حين دعاني

من عري اليوم الجواد لعلة ... فبالأمس شدوا سرجه لطعان

وان عطل السهم الذي كنت رايشا ... ففيه دم العداء أحمر قاني

إلا أن درعي نثرة تبعية ... وسيفي صدق أن هززت يماني

وما قصبات السبق إلا لأدهمي ... إذا الخيل جالت في مجال رهان

تمنى لقاءي من حللت وثاقه ... وأعطى غداة المن ذلة عان

وقد علم الأقوام من صح وده ... ومن كان منا دائم الشأن

وما يزدهين يقول كل مموه ... وليس له بالمعضلات يدان

ويزعم أني في البيان مقصر ... ويابى بناني واقتدار لساني

وأني لنهاض بكل عظيمة ... يضيق عليها ذرع كل جان

نهضت بها وحدي وغيري مدع ... يشارك أهل القول شرك عنان

أينسى مقامي إذا كافح دونه ... وقدطار قلب الذعر بالخفقان

Страница 290