فإن اختلف إلى بابه ظفر بأعدائه ولم يقدروا على مضرته. فإن أعطاه شيئا من متاع الدنيا، فإنه يصيب فخرا ورفعة وسلطانا، بقدر تلك العطية وجوهرها.
فإن أعطاه [ديباجة وهب له] جارية حسناء، أو يزوجه امرأة متصلة بسلطان.
فإن رأى أن باب دار الملك حول، فإن عاملا من عمال الملك يتحول عن سلطانه، أو يتزوج الملك امرأة أخرى .
فإن رأى إنسان أن الإمام ولاه من أقاصى أطراف ثغور المسلمين نائبا عنه، فإنه عز وشرف واسم وذكر وسلطان، بقدر بعد ذلك الطرف عن موضع الإمام وعن قصره وعن أمصار المسلمين. وإن رأى أنه كلمه الإمام بكلام، أصاب شرفا ورفعة، لقوله تعالى: (فلما [53/ أ] كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين مين}(4)
وربما كان تأويل كلامه له في اليقظة إن كان أهلا لذلك، وإلا نال شهرة ونعمة . وإن كان مسجونا أطلق عنه، أو فقيرا استغنى؛ وإن كان تاجرا عظمت تجارته؛ وإن كان في خصومة فلح فيها.
فإن رأى أنه وال وأن عهده أتاه فهو عزله فى الوقت، وكذلك إن نظر في مرآة فهو عزله، ولا يلبث أن يرى مكانه مثله، إلا أن يكون منتظرا ولدا، فإنه يصيب حينئذ [غلاما]، وكذلك لو رأى أنه طلق امرأته فإنه يعزل.
فإن رأى نفسه نائما مع الإمام في لحاف ليس بينهما سترة، وقام الإمام وبقي هو نائما فإنه يخالط الإمام مخالطة يحقد عليه، ويصير إليه ماله فى حياته أو مماته، لأن النائم كالميت؛ والميت إذا وجده إنسان وجد مالا، وإذا
Страница 365