فهذا تقرير البحث عن قولنا : التمسك بالدلائل اللفظية في المطالب اليقينية لا يجوز.
وبالله التوفيق
وأما عدم المعارض العقلي المزعوم. فحكم من الأدلة والأدلة العقلية لم تعدم معارضا عقليا ...
ثانيا : أن الأدلة السمعية ليست حجة في العقائد. وأن شرط قطع الثبوت وقطع الدلالة قانون غير مطابق وأنه مجرد كلام لا طائل تحته إذ ليس له تطبيق على مبادي الأدلة الشرعية ونصوص الوحي.
لو رحنا نناقش هذه الأمور مع الرازي نفسه عليه الرحمة الإلهية ، لأخذ منا ذلك الكثير. لكن لا بد من لفت نظر القارئ إلى أن هذا المنهج لا ينسحب بالضرورة على كل النصوص. وإلى أن القطع المذكور موجود في بعض الأدلة العقلية وفي الأدلة السمعية .. بل وإلى أنه ليس هناك عقل مستقل عن النصوص بل لا بد من منهج عقلي في فهم النصوص ، ومنهج سمعي في فهم الأدلة العقلية وضبطها وبيان ومعرفة زيفها من صحيحها. فالنص خاطب الإنسان العاقل الذي يستعمل عقله الذي لم يطرأ عليه الفساد. وأي عقل مطلق يستطيع أن يحتكر الأدلة القاطعة؟ .. وهذا نفسه موضع نظر وبحث مما يضيق بنا بحثه في هذا الكتاب. والله سبحانه وتعالى هو العليم الخبير.
Страница 107