248

Кабас в шарх Муватта

القبس في شرح موطأ مالك بن أنس

Исследователь

الدكتور محمد عبد الله ولد كريم

Издатель

دار الغرب الإسلامي

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٩٩٢ م

Жанры

انْظروا هَلْ لِعَبْدي مِنْ تَطَوُّعٍ فَكَلِّمُوا لَهُ بِهَا فَرِيضَتَهُ (١) واختلف الناس في هذا التكميل؛ فمنهم من قال: إن ترك العصر مثلًا وصلَّى أربع ركعات متنفّلًا جُبرت بها، وقال أرباب القلوب: لا يرقع الجديد بالخرق (٢). والذي أراه، وهو الأولى بنا والأقوى في أدلتنا، أن رجلًا إن عزبت نيته مغلوبًا أن صلاته كلها مقبولة لأن الله تعالى قد رفع الحرج عنا وإنما بقيت ههنا نكتة أصولية، ننبِّهكم عليها حتى تكونوا من أهلها، إن شاء الله تعالى، وهو أن عزوب النية إن كان بأمر عرض في الصلاة، وبسبب عارض، فالمسألة كما ذكرنا، من غير شك، وإن كانت بأسباب متقدمة قد لزمت العبد من الانهماك في الدنيا والتعلّق بعلائقها الزائدة والتشبث بفضولها التي يستغنى عنها، فيقوى ههنا ترك الاعتداد بالصلاة لأن ذلك من قبله وسببه واقع باختياره. ألا ترى النبيَّ، ﷺ، لما ألهته الخميصة عن لحظة في الصلاة ونظر إلى علمها كيف أخرجها من بيته وأسقط المنفعة بها أصلًا حتى لا يتعلق له بها خاطر، فكان الذي أصابه في الصلاة من الإِقبال على الأعلام بحكم البشرية، وكان إخراجها عن ملكه حتى تسلم عبادته مرتبة النبوَّة، وقد روى أبو داود أنه قال: "اذْهَبُوا بِهذِهِ الْخَمِيصَة إِلَى أَبِي جَهْمٍ وَأْتُونِي بِكَرْدِيَّةٍ فَقَالُوا: يَا رَسولَ الله الْخَمِيصَةُ كَانَتْ خَيْرًا مِنَ آلْكَرْدِيّ" (٣) (٤) واختار ﷺ الخير من جهة العبادة على الخير من

= الترمذي ٢/ ٢٦٩ - ٢٧١، ورواه أحمد عن يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين الواسطي عن علي بن زيد ابن جدعان عن أنس بن حكيم الضبي قال: قال لي أبو هريرة: إذا أتيت أهل مصرك فأخبرهم أني سمعت رسول الله ﷺ، يقول: "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته المكتوبة". المسند ٢/ ٢٩٠، وابن ماجه ١/ ٤٥٨. وقال الشيخ أحمد شاكر عن هذا الإسناد الأخير: إسناد صحيح وعلي بن زيد ابن جدعان ثقة وقال عن الذي قبله هذا حديث مرفوع وإن شك يونس في رفعه لأن مثله لا يقال بالرأي ولأنه ورد عن أبي هريرة مرفوعًا بإسناد الترمذي، تعليق أحمد شاكر على الترمذي ٢/ ٢٧٢. درجة الحديث: صححه الحاكم والذهبي وأحمد شاكر والشيخ ناصر في تعليقه على المشكاة ١/ ٤١٩ فقال: الحديث صحيح لشواهده الكثيرة. (١) هذا طرف من الحديث السابق. (٢) لا أدري ماذا يقصد بأرباب القلوب هنا هل هم الصوفية أم ماذا؟ (٣) أي: رداء كرديًا. عون المعبود ٣/ ١٨٣. (٤) سنن أبي داود ١/ ٥٦٢ من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد قال: سمعت هشامًا يحدث عن أبيه عن عائشة بهذا الخبر. أقول: الحديث فيه عبد الرحمن بن أبي الزناد بن عبد الله بن ذكران المدني، مولى قريش، صدوق. =

1 / 254