187

Кабас в шарх Муватта

القبس في شرح موطأ مالك بن أنس

Исследователь

الدكتور محمد عبد الله ولد كريم

Издатель

دار الغرب الإسلامي

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٩٩٢ م

Жанры

لأنفسكم سبيل هذه العقائد ووطِّنوها على تحصيل هذه المعارف فإنها أصل التوحيد. تأصيل: روي أن النبيّ، ﷺ، علَّمه الله الأذان ليلة الإسراء في السماء بهيئته وصفته (١) ثم كان النبي، ﷺ، بمكة على تقية من الكفار فلم تكن صلاته ولا صلاة أصحابه بمكة إلا اختلاسًا حتى كانت الهجرة ونزل بدار النصرة وتألفت بالإِسلام الكلمة والتأمت على الصلاة الجماعة، فلو أنه يكلف كل أحد أن يترصد الوقت مع ما هم فيه من التخوف، وينتابهم من الأشغال، لشق ذلك عليهم فتشاوروا كيف يكون الاجتماع فاختلفت في ذلك الروايات اختلافًا كثيرًا لو سردناه لطال المقال ووقع الملال، لبابها حديثان: الأول: الحديث الصحيح. "أَنَّ النَّاسَ تَشَاوَرُوا مَع رَسُولِ الله، ﷺ، كَيْفَ يَرْبُطُونَ الصَّلَاةَ لِوَعْدٍ يَجْتَمِعُونَ إلَيْهِ فَقَالَ لَهُمْ عُمَرُ، رَضَىِ لله عَنْه: أَلَّا تَبْعَثُونَ رَجُلًا يُنَادي بالصلاةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ، ﷺ: يَا بِلَالُ قُمْ فَنَادِ بالصَّلاةِ" (٢). الحديث الثاني: أن النَّبِيَّ، ﷺ، أرادَ أن يَتَخِذَ خَشَبَةً أو نَاقُوسًَا لِيَعْلَمُوا بِهِ وَقْتَ الصَّلَاةِ، فَبَيْنَمَا عَبْدُ الله بْنُ زَيْدٍ نَائِمٌ إِذْ رَأَى بِيَدِ رَجُلٍ نَاقُوسًا فَقالَ: إِنَّ هذَا لَنَحْوَ مَمَّا يُريدُهُ رَسُولُ الله، ﷺ، فَقَالَ لِلَّذِي رَآهُ بَيَدِهِ: أَتُبِيعُهُ؟ فَقَالَ لَهُ. وَمَاذَا تُرِيدُهُ؟ فَأَعْلَمَهُ بِالغَرَضِ فَقَالَ لَهُ: أَولَا أَدُلُّكَ عَلى خَيْرٍ مِنْ ذلِكَ؟ فَقَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ. تُنَادونَ بِالصَّلَاةِ، وَأَلْقَى عَلَيْهِ الأذَانَ، فَلَمّا أَصْبَحَ جَاءَ عَبْدُ الله بْنُ زَيدٍ إِلَى رَسُولِ الله، ﷺ، فَذَكَرَ لَهُ ذلِكَ فَقَالَ

(١) روى الطبراني في الأوسط من طريق سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه لما أَسري برسول الله، ﷺ، إلى السماء أوحى إليه بالأذان فنزل به فعلمه جبريل. قال الهيثمي، بعد عزوه للطبراني: فيه طلحة بن زيد وقد نسب إلى الوضع. مجمع الزوائد ١/ ٣٢٩ وقال الحافظ، في فتح الباري: وردت أحاديث تدل على أن الأذان شُرِّع بمكة، ثم ساق هذا الحديث وقال: وفي إسناده طلحة بن زيد وهو متروك. ثم ساق حديثًا آخر عن أنس أن جبريل أمر النبيَّ، ﷺ، بالآذان حين فُرضت الصلاة، وقال. إسناده ضعيف أيضًا، ثم قال: ولابن مردويه من حديث عائشة مرفوعًا: لَمَّا أُسْرِيَ بِي أَذَّنَ جِبْرِيلُ فَظَنَّتِ الْمَلاَئِكَة أنَّهُ يُصَلِّي بِهِمْ، فَقَدَّمَنِي فصَلَّيْتُ وَفِيهِ مَنْ لَا يُعْرَف .. ثم قال: والحق إنه لا يصح شيء من هذه الأحاديث، وقال: وقد جزم ابن المنذر بأنه ﷺ كان يصلي بغير آذان منذ فرضت الصلاة بمكة إلى أن هاجر إلى المدينة وإلى أن وقع التشاور في ذلك، على ما في حديث عبد الله بن زيد. فتح الباري ٢/ ٧٨ - ٧٩. وهذه الأحاديث كلها ضعيفة كما قال الحافظ. (٢) الحديث متفق عليه من رواية ابن عمر فقد أخرجه البخاري في كتاب الصلاة باب بدء الآذان ١/ ١٥٧، ومسلم في كتاب الصلاة باب بدء الآذان ١/ ٢٨٥، والترمذي ١/ ٣٦٢، والنسائي ٢/ ٢، وأحمد رقم ٦٣٥٧ ج ٢/ ١٤٨.

1 / 193