Покровительство Посланника ﷺ за чистоту единобожия

Мухаммад ибн Абдулла Зарбан Аль-Гамди d. Unknown
83

Покровительство Посланника ﷺ за чистоту единобожия

حماية الرسول ﷺ حمى التوحيد

Издатель

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٣٢هـ/٢٠٠٣م

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى﴾ ١. وقال تعالى: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى﴾ ٢. فقد بينت الآيات السابقة ما حصل لموسى ﵇ بعد خروجه بأهله من مدين إلى مصر، وما رأى من آيات ربه تعالى إعدادًا له تهيئة لحمل الرسالة، وما سيلاقيه في سبيلها. وفي فهم هذه الآيات زلت أقدام أقوام وانحرفت أفهامهم عن الطريق المستقيم في فهم كتاب الله تعالى، فزعموا أن الله تعالى خلق الكلام في الشجرة، وسمع ذلك موسى من الشجرة، لا أن الله سبحانه هو المتكلم فعلًا٣.

١ الآيات من (٩ – ١٦) من سورة طه. ٢ الآيات من (١٥ – ١٩) من سورة النازعات. ٣ أول من أنكر تكليم الله تعالى لموسى هو الجعد بن درهم، الذي تتلمذ عليه الجهم ابن صفوان مؤسس الجهمية، وقد قتله – أي الجعد – خالد بن عبد الله القسري، فالجهمية ينكرون صفة الكلام حقيقة، ومنهم من يقر باللفظ ولكن يقول بأن الله خلق الكلام في غيره كقول المعتزلة الذين يقولون: إن الله تعالى كلم موسى حقيقة وتكلم حقيقة، وحقيقة الكلام عندهم أنه خلق الكلام في غيره كما خلقه في الشجرة حين كلم موسى. والأشاعرة يقولون: الكلام هو المعنى القائم بالنفس، والحروف والأصوات عبارة عنه. انظر: الفتاوى لابن تيمية ١٢/ ٥٠٢ – ٥٣١، ودرء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ٥/ ١٥٩-١٦١ تحقيق د. محمد رشاد سالم، وشرح العقيدة الطحاوية ص ١٨٣، ١٨٤.

1 / 97