وكذلك، فإن المعوذتين رقية شرعية للمريض، كما صحّ عن النبي ﷺ أنه كَانَ إِذَا اشْتَكى - أي: مَرِض - نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا اشْتَكى وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ﷺ جَعَلَتِ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ ﵂ تَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ ﷺ بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَتَمْسَحُ بِيَدِ النَّبِيِّ ﷺ عَنْهُ [رَجَاءَ بَرَكَتِهَا] (١) .
وأما الآيات الكريمات، التي تقي تلاوتها - بإذن الله - من صنوف الشرور.
فأولها: آية الكرسي، وذلك لما صح عن النبي ﷺ من قوله لأبيِّ ابن كعبٍ ﵁، «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيَّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيَّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟»، قُلْتُ: ﴿اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ..﴾ قال: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وقال: «وَاللهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ» (٢) .
وتلاوة هذه الآية هي أعظم سبب لحفظ الله تعالى لعبده، ولحجز الشياطين كافة عمن يقرأها، فعن أبي هريرة ﵁، قال: وكّلني
(١) أخرجه البخاري في مواضع عدة منها - بهذا اللفظ - في كتاب المغازي، باب: مرض النبي ﷺ ووفاته ﷺ، برقم (٤٤٣٩)، عن عائشة ﵂. ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: رقية المريض بالمعوّذات والنفث، برقم (٢١٩٢)، عنها أيضًا. وما بين معقوفين عند مسلم ﵀. (٢) أخرجه مسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: فضل سورة الكهف وآية الكرسي، برقم (٨١٠)، عن أبيّ بن كعب ﵁. ... وأخرجه أحمد في المسند، (٥/٥٨)، عن رجل من أصحاب النبيِّ ﷺ، هو أبيٌّ ﵁.
1 / 119