127

Proselytizing through Interactive Internet Services

التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية

Жанры

الباب؛ في عملية توليف (مونتاج) مكشوفة المقصد. المثال الرّابع: إيراد مقاطع صوتيّة لمشايخ يفتون فيها بمسائل شاذة كإباحة رضاع الكبير بإطلاق، ثم يتبع هذا بمقاطع لمقابلات أجرتها بعض القنوات الفضائية مع العامة من المسلمين في الشارع يستنكرون أن يكون هذا من الدين. ويُعْقِب هذا محاولة إقناع المستمعين بأنَّ هذه الفتوى من الدين الإسلامي (١)، وأنَّ هذا الدين يحوي من المنكرات الشيء الكثير، من أمثال هذه الفتوى، وأنَّ مشايخ الإسلام يكتمون هذه الأمور عن الأتباع إلى أنْ جاء من امتلك منهم الشجاعة فصرح بشيء منها. وكلُّ هذا وما سبقه وما يتبعه يراد منه التنفير من الإسلام بأساليب بعيدة كل البعد عن أخلاقيات الطرح العلمي المنصف، الذي يعتمد الدليل والحجة والبرهان. وإلا كيف يسوغ إيراد هذا الطّعن في دين مُلئَ كتابه وسنّة نبيه بالنصوص الآمرة بعفة اللسان، والمعلية قدر خلق الحياء؟! وأين ذلك من سيرة النبي ﷺ وأصحابه والتّابعين، المشرقة بالتعفف والبُعد عن الفحش والبذاءة والسبّ والشتم؟! وهل يترك هذا جميعه لينقض بمثالين أو ثلاثة، على نحو منهج مَنْ أشرنا لهم قريبًا في نقض القاعدة العريضة الثابتة بالمثال الشاذ؟! إنّ على صاحب هذا المنهج أنْ لا يُصدم إذا جاء من يصف المسيح ﵇ بأنّه كان إرهابيًّا، عاقًّا لأمه، داعيًا للكراهية، عنصريًّا، مشبِّهًا الأميين من غير اليهود بالكلاب، كاذبًا، محبًّا للتعري، سابًّا لإخوانه الأنبياء، ولتلاميذه، ولليهود عامّة. وذلك من نصوص العهد الجديد (٢). وحاشا نبيَّ الله عيسى ﵇ أن يكون على شيء من ذلك، بل كان مِنْ أولي العزم مِنَ الرّسل، وجيهًا في الدنيا والآخرة، برًّا بوالدته، مقرّبًا من مولاه.

(١) انظر الرد على هذه الشبهة في الفصل الثّاني، صفحة ٢٨٠ (٢) انظر هذه النصوص في: هل العهد الجديد كلمة الله، منقذ السقار، ص٢٢٥ - ٢٣٧.

1 / 127