Основы призыва и методы 4 - Университет Медины
أصول الدعوة وطرقها ٤ - جامعة المدينة
Издатель
جامعة المدينة العالمية
Жанры
دون سواه، ويفتح أبصار الجاحدين، وبصائرهم، وقد استخدم الأنبياء هذا الأسلوب في دعوة أقوامهم.
فنوح ﵇ يُذكِّرُ قومه قائلًا: ﴿أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ بِسَاطًا لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا﴾ (نوح: ١٥ - ٢٠) وإبراهيم يقول لقومه: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ (الشعراء: ٧٥ - ٨٢) فهذه الآيات التي جاءت في كتاب الله ﷿ وقد ذكرها بعض الأنبياء لأممهم؛ يذكرونهم فيها بربوبية الله ﷿ وأنه المصرف المدبر الخالق، المحيي المميت، وأن كل ما في هذا الكون، إنما هو بتقدير الله ﷿ وإرادته، وهذا إثبات لتوحيد الربوبية.
وقد أطال القرآن في الحديث عن ربوبية الله، والاحتجاج على أهل الجاهلية، المعترفين بالربوبية، المشركين في الألوهية، يعني: أن الله ﷿ كان يسوق لمشركي مكة الآيات الدالة على ربوبيته، والتي يؤمنون بها كي يلفت أنظارهم إلى أن هذا الرب المالك، المصرف المحيي المميت، هو الذي يجب أن تصرف له العبادة وحده، دون سواه. ومن هنا قال -جل ذكره-: ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى أَاللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ﴾ (النمل: ٥٩ - ٦٠).
1 / 84