Principles of Da'wah and Its Methods 2 - University of Madinah
أصول الدعوة وطرقها ٢ - جامعة المدينة
Издатель
جامعة المدينة العالمية
Жанры
وقد ربَط الله بين الجانب الاقتصادي في الإسلام -من خلال فريضة الزّكاة- وبين العقيدة الإسلامية، وهذا يمثل جانبًا هامًا من مكوّنات الإسلام وخصائصه العقائدية والتشريعية.
ويمكن توضيح الأسُس العقائدية للإسلام فيما يلي:
أولًا: الإنسان بوجه عام مستخلَف في الأرض، لعمارتها واستثمار خيراتها، قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ﴾.
وقال تعالى: ﴿وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾.
ثانيًا: إن الأرض خاصّة والكون عامّة مُسخّر للإنسان ومُذلَّل له، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾.
وقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾.
ثالثًا: إنّ تسخير الأرض للإنسان يقتضي انتفاع البشَر بما خلَق الله في الكون، قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾.
رابعًا: إنّ السّعي في طلب الرزق، والانتفاع بما خلَق الله، ليس غاية في حق ذاته، وإنما هو وسيلة ضرورية تقتضيها طبيعة الإنسان وفِطْرته، وأنّ الغاية: إرضاء الله بعمل الخير، وشكْره على نِعَمه، ومراعاة حقوقه، قال تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْض ِ﴾.
1 / 139