Личность мусульманина, формируемая исламом в Коране и Сунне

Мухаммад Али аль-Хашими d. Unknown
79

Личность мусульманина, формируемая исламом в Коране и Сунне

شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة

Издатель

دار البشائر الإسلامية

Номер издания

العاشرة

Год публикации

١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢م

Жанры

الجليلة، ما كان يشغله هذا كله عن أن يكون زوجا مثاليا مع زوجاته في حسن المعاشرة، وسماحة الخلق، وطلاقة الوجه، ولطف المداعبة والمرح. فمن ذلك ما روته السيدة عائشة ﵂، قالت: «أتيت النبي ﷺ بحريرة قد طبختها له، فقلت لسودة ﵂، والنبي ﷺ بيني وبينها: كلي، فأبت، فقلت: لتأكلن، أو لألطخن وجهك، فأبت فوضعت يدي في الحريرة، فطليت وجهها، فضحك النبي ﷺ، فوضع بيده لها، وقال لها: الطخي وجهها ... وفي رواية: فخفض لها ركبته لتستقيد مني، فتناولت من الصحفة شيئا، فمسحت به وجهي، ورسول ﷺ يضحك» (١). أرأيت إلى هذا الخلق الرضي، والسماحة الطليقة، والقلب الكبير، في مداعبة المرأة وممازحتها وحسن معاشرتها، وإدخال السرور والمرح على قلبها؟. وتروي السيدة عائشة أنها كانت مع رسول الله ﷺ في سفر، فسابقته فسبقته. فلما حملت اللحم وبدنت سابقته فسبقها، فقال: هذه بتلك السبقة (٢). ويتسع صدره الشريف لإدخال المزيد من السرور على قلب زوجته الحبيبة الشابة، فيدعوها لحضور ضروب من اللهو البريء، ترفه بها عن نفسها، وتستمتع بمشاهدتها. من ذلك ما روته السيدة عائشة: «أن النبي ﷺ كان جالسا، فسمع ضوضاء الناس والصبيان، فإذا حبشية ترقص والناس حولها، فقال: يا عائشة، تعالي فانظري، فوضعت خذي على منكبيه،

(١) الهيثمي ٤/ ٣١٦، والمنتخب ٤/ ٣٩٣، وكنز العمال ٧/ ٣٠٣، وقال الهيثمى: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، خلا محمد بن عمرو بن علقمة، وحديثه حسن. (٢) حديث صحيح، رواه أحمد وأبو داود.

1 / 79